[ ص: 127 ] الرابع
، ليس فيها اسم إلا وهو حسن ، وقد تقدم أن من أسمائه ما يطلق عليه باعتبار الفعل ، نحو الخالق والرازق ، والمحيي والمميت ، وهذا يدل على أن أفعاله كلها خيرات محضة لا شر فيها ; لأنه لو فعل الشر لاشتق له منه اسم ، ولم تكن أسماؤه كلها حسنى ، وهذا باطل ، فالشر ليس إليه ، فكما لا يدخل في صفاته ولا يلحق ذاته ، فلا يدخل في أفعاله ، فالشر لا يضاف إليه فعلا ولا وصفا ، وإنما يدخل في مفعولاته ، وفرق بين الفعل والمفعول ، فالشر قائم بمفعوله المباين له ، لا بفعله الذي هو فعله . فتأمل هذا ، فإنه خفي على كثير من المتكلمين ، وزلت فيه أقدام ، وضلت فيه أفهام ، وهدى الله أهل الحق لما اختلفوا فيه بإذنه ، والله يهدي من يشاء إلى صراط مستقيم ، كما حرر ذلك كله في البدائع . أسماؤه كلها حسن