الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
      معلومات الكتاب

      معارج القبول بشرح سلم الوصول إلى علم الأصول

      الحكمي - حافظ بن أحمد الحكمي

      صفحة جزء
      [ ص: 415 ] واعلم أن النصوص الواردة في فضل هذه الشهادة كثيرة لا يحاط بها ، وفيما ذكرنا كفاية وسنذكر إن شاء الله تعالى عند ذكر شروطها ما تيسر من نصوص الكتاب والسنة ، ويكفيك في فضل لا إله إلا الله إخبار النبي صلى الله عليه وسلم أنها أعلى جميع شعب الإيمان ، كما في الصحيحين عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " الإيمان بضع وسبعون أو بضع وستون شعبة ، فأفضلها قول لا إله إلا الله وأدناها إماطة الأذى عن الطريق " الحديث . وهذا لفظ مسلم .

      ( من قالها ) أي قال هذه الكلمة حال كونه ( معتقدا ) أي عالما ومتيقنا ( معناها ) الذي دلت عليه نفيا وإثباتا ( وكان ) مع ذلك ( عاملا بمقتضاها ) على وفق ما علمه منها وتيقنه ، فإن ثمرة العلم العمل به ( في القول ) أي قول القلب ( والفعل ) أي عمل القلب واللسان والجوارح قال . الله عز وجل : ( ياأيها الذين آمنوا لم تقولون ما لا تفعلون كبر مقتا عند الله أن تقولوا ما لا تفعلون ) ( الصف : 2 - 3 ) ( ومات مؤمنا ) أي على ذلك ، وهذا شرط لا بد منه فإنما الأعمال بالخواتيم ، قال صلى الله عليه وسلم : " ما من عبد قال : لا إله إلا الله ثم مات على ذلك إلا دخل الجنة " . الحديث في الصحيحين عن أبي ذر بطوله ( يبعث يوم الحشر ) أي يوم الجمع ( ناج ) من النار ( آمنا ) من فزع يوم القيامة ، كما قال تعالى : ( إن الذين سبقت لهم منا الحسنى أولئك عنها مبعدون لا يسمعون حسيسها وهم في ما اشتهت أنفسهم لا يحزنهم الفزع الأكبر وتتلقاهم الملائكة هذا يومكم الذي كنتم توعدون ) ( الأنبياء : 101 - 103 ) [ ص: 416 ] وقال تعالى : ( من جاء بالحسنة فله خير منها وهم من فزع يومئذ آمنون ) ( النمل : 89 ) .

      التالي السابق


      الخدمات العلمية