[ ص: 415 ] واعلم أن النصوص الواردة في فضل هذه الشهادة كثيرة لا يحاط بها ، وفيما ذكرنا كفاية وسنذكر إن شاء الله تعالى عند ذكر شروطها ما تيسر من نصوص الكتاب والسنة ، ويكفيك في إخبار النبي صلى الله عليه وسلم أنها أعلى جميع شعب الإيمان ، كما في الصحيحين عن فضل لا إله إلا الله رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " أبي هريرة " الحديث . وهذا لفظ الإيمان بضع وسبعون أو بضع وستون شعبة ، فأفضلها قول لا إله إلا الله وأدناها إماطة الأذى عن الطريقمسلم .
( من قالها ) أي قال هذه الكلمة حال كونه ( معتقدا ) أي عالما ومتيقنا ( معناها ) الذي دلت عليه نفيا وإثباتا ( وكان ) مع ذلك ( عاملا بمقتضاها ) على وفق ما علمه منها وتيقنه ، فإن ثمرة العلم العمل به ( في القول ) أي قول القلب ( والفعل ) أي عمل القلب واللسان والجوارح قال . الله عز وجل : ( ياأيها الذين آمنوا لم تقولون ما لا تفعلون كبر مقتا عند الله أن تقولوا ما لا تفعلون ) ( الصف : 2 - 3 ) ( ومات مؤمنا ) أي على ذلك ، وهذا شرط لا بد منه فإنما ، قال صلى الله عليه وسلم : " الأعمال بالخواتيم " . الحديث في الصحيحين عن ما من عبد قال : لا إله إلا الله ثم مات على ذلك إلا دخل الجنة أبي ذر بطوله ( يبعث يوم الحشر ) أي يوم الجمع ( ناج ) من النار ( آمنا ) من فزع يوم القيامة ، كما قال تعالى : ( إن الذين سبقت لهم منا الحسنى أولئك عنها مبعدون لا يسمعون حسيسها وهم في ما اشتهت أنفسهم لا يحزنهم الفزع الأكبر وتتلقاهم الملائكة هذا يومكم الذي كنتم توعدون ) ( الأنبياء : 101 - 103 ) [ ص: 416 ] وقال تعالى : ( من جاء بالحسنة فله خير منها وهم من فزع يومئذ آمنون ) ( النمل : 89 ) .