والثان شرك أصغر وهو الريا فسره به ختام الأنبيا
( و ) النوع ( الثان ) من نوعي الشرك ( شرك أصغر ) لا يخرج من الملة ، ولكنه ينقص ثواب العمل وقد يحبطه إذا زاد وغلب ( وهو الريا ) اليسير في تحسين العمل ( فسره به ) ; أي فسر الشرك الأصغر بالريا ختام الأنبياء محمد صلى الله عليه وسلم في قوله : " " . وبذلك فسر قول الله عز وجل : ( إن أخوف ما أخاف عليكم الشرك الأصغر " . قالوا : يا رسول الله ، وما الشرك الأصغر ؟ قال : " الرياء فمن كان يرجوا لقاء ربه فليعمل عملا صالحا ولا يشرك بعبادة ربه أحدا ) ( الكهف : 110 ) .
وعن قال : جاء رجل إلى شهر بن حوشب فقال : أنبئني عما أسألك عنه ، أرأيت رجلا يصلي يبتغي وجه الله ويحب أن يحمد ، ويصوم يبتغي وجه الله ويحب أن يحمد ، ويتصدق يبتغي وجه الله ويحب أن يحمد ، ويحج يبتغي [ ص: 490 ] وجه الله ويحب أن يحمد . فقال عبادة بن الصامت عبادة : ليس له شيء ، إن الله تعالى يقول : أنا خير شريك ، فمن كان له معي شرك فهو له كله لا حاجة لي فيه " .
وعن رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " أبي سعيد الخدري " رواه ألا أخبركم بما هو أخوف عليكم من المسيح عندي ؟ " قال : قلنا بلى . قال : " الشرك الخفي ; أن يقوم الرجل يصلي لمقام الرجل أحمد . وفيه رواية : " " . وله عن يقوم الرجل فيصلي فيزين صلاته لما يرى من نظر الرجل إليه رضي الله عنه قال : شداد بن أوس " فقال إن أخوف ما أخاف عليكم أيها الناس لما سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : " من الشهوة الخفية والشرك عبادة بن الصامت وأبو الدرداء : اللهم غفرا ، ألم يكن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد حدثنا أن الشيطان قد يئس أن يعبد في جزيرة العرب ؟ أما الشهوة الخفية فقد عرفناها هي شهوات الدنيا من نسائها وشهواتها ، فما هذا الشرك الذي تخوفنا به يا شداد ؟ فقال شداد : أرأيتكم لو رأيتم رجلا يصلي لرجل أو يصوم لرجل أو يتصدق أترون أنه قد أشرك ؟ قالوا : نعم والله ، إن من صلى لرجل أو صام أو تصدق له لقد أشرك . فقال شداد : فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : " " . قال من صلى يرائي فقد أشرك ، ومن صام يرائي فقد أشرك ، ومن تصدق يرائي فقد أشرك عند ذلك : أفلا يعمد الله إلى ما ابتغي به وجهه من ذلك العمل كله فيقبل ما خلص منه ويدع ما أشرك به ؟ فقال عوف بن مالك شداد عند ذلك : فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : " " . إن الله تعالى يقول : أنا خير قسيم لمن أشرك بي ، من أشرك بي شيئا فإن عمله قليله وكثيره لشريكه الذي أشرك به ، أنا عنه غني
وله عنه رضي الله عنه أنه بكى فقيل : ما يبكيك ؟ قال : شيء سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم فأبكاني ، سمعت رسول الله يقول : " " ورواه أتخوف على أمتي الشرك والشهوة الخفية " . قلت : يا رسول الله ، أتشرك [ ص: 491 ] أمتك من بعدك ؟ قال : " نعم ، أما إنهم لا يعبدون شمسا ولا قمرا ولا حجرا ولا وثنا ، ولكن يراءون بأعمالهم . والشهوة الخفية ، أن يصبح أحدهم صائما فتعرض له شهوة من شهواته فيترك صومه . ابن ماجه
وللبزار عن رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " أبي هريرة يقول الله يوم القيامة : أنا خير شريك ، من أشرك بي أحدا فهو له كله " . ولأحمد عنه رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم يرويه عن الله عز وجل أنه قال : " أنا " . وله عن خير الشركاء ، فمن عمل عملا أشرك فيه غيري فأنا بريء منه ، وهو للذي أشرك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " محمود بن لبيد " . إن أخوف ما أخاف عليكم الشرك الأصغر " قالوا : وما الشرك الأصغر يا رسول الله ؟ قال : " الرياء . يقول الله يوم القيامة إذا جزي الناس بأعمالهم اذهبوا إلى الذين كنتم تراءون في الدنيا فانظروا هل تجدون عندهم جزاء
وله عن أبي سعيد بن أبي فضالة الأنصاري - وكان من الصحابة - أنه قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : " " أخرجه إذا جمع الله الأولين والآخرين ليوم لا ريب فيه ، نادى مناد : من كان أشرك في عمل عمله لله أحدا ، فليطلب ثوابه من عند غير الله ، فإن الله تعالى أغنى الشركاء عن الشرك الترمذي . وابن ماجه ولأحمد عن أبي بكرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " " . وله عن من سمع سمع الله به ومن راءى [ ص: 492 ] راءى الله به رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " أبي سعيد الخدري . وله عن من يرائي يرائي الله به ، ومن يسمع يسمع الله به رضي الله عنهما أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : " عبد الله بن عمرو عبد الله . من سمع الناس بعلمه سمع الله به مسامع خلقه وصغره وحقره " فذرفت عينا
وللبزار عن أنس رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " تعرض أعمال بني آدم بين يدي الله عز وجل يوم القيامة في صحف مختمة ، فيقول الله : ألقوا هذا واقبلوا هذا . فتقول الملائكة : يا رب ، والله ما رأينا منه إلا خيرا . فيقول : إن عمله كان لغير وجهي ، ولا أقبل اليوم من العمل إلا ما أريد به وجهي " . ولوهب عن عبد الله بن قيس الخزاعي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " من قام رياء وسمعة لم يزل في مقت الله حتى يجلس " . ولأبي يعلى عن رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " ابن مسعود من أحسن الصلاة حيث يراه الناس وأساءها حيث يخلو فتلك استهانة استهان بها ربه عز وجل " .