. أقسام الملائكة وخصائصهم
ثم هم بالنسبة إلى ما هيأهم الله تعالى له ووكلهم به على أقسام : فمنهم الموكل بالوحي من الله تعالى إلى رسله عليهم الصلاة والسلام ، وهو الروح الأمين جبريل عليه السلام ، قال الله تعالى : ( من كان عدوا لجبريل فإنه نزله على قلبك بإذن الله ) ( البقرة : 97 ) وقال تعالى : ( نزل به الروح الأمين على قلبك لتكون من المنذرين بلسان عربي مبين ) ( الشعراء : 193 ) وقال تعالى : ( قل نزله روح القدس من ربك بالحق ) ( النحل : 102 ) وقال تعالى : ( إن هو إلا وحي يوحى علمه شديد القوى ذو مرة فاستوى وهو بالأفق الأعلى ثم دنا فتدلى فكان قاب قوسين أو أدنى ) ( النجم : 4 - 9 ) وهذا أيضا في السماء كما قال تعالى : ( في رؤية النبي صلى الله عليه وسلم له في الأبطح حين تجلى له على صورته التي خلق عليها ، له ستمائة جناح قد سد عظم خلقه الأفق ، ثم رآه ليلة المعراج ولقد رآه نزلة أخرى عند سدرة المنتهى عندها جنة المأوى ) ( النجم : 13 - 15 ) .
ولم يره صلى الله عليه وسلم في صورته إلا هاتين المرتين ، وبقية الأوقات في صورة رجل ، وغالبا في صورة دحية الكلبي رضي الله عنه .
وقال تعالى فيه : ( إنه لقول رسول كريم ذي قوة عند ذي العرش مكين مطاع ثم أمين وما صاحبكم بمجنون ولقد رآه بالأفق المبين ( التكوير : 19 - 23 ) الآيات .
وقال تعالى : ( حتى إذا فزع عن قلوبهم قالوا ماذا قال ربكم قالوا الحق وهو العلي الكبير ) [ ص: 659 ] ( سبأ : 23 ) تقدم الحديث في معنى الآية . وفيه : قال النبي صلى الله عليه وسلم : " جبريل فيكلمه الله تعالى من وحيه بما أراد ، ثم يمر جبريل بأهل السماوات ، كلما مر بسماء سأله ملائكتها ، ماذا قال ربنا يا جبريل ؟ فيقول جبريل عليه السلام : قال الحق وهو العلي الكبير " . فيقول كلهم مثل ما قال جبريل . ثم ينتهي جبريل بالوحي إلى حيث أمره الله عز وجل وهو في الصحيحين . فيكون أول من يرفع رأسه
وسيأتي إن شاء الله تعالى ذكر بعض الأحاديث في بدء الوحي من الفصل الآتي .