[ ] إخراج عصاة الموحدين من النار
نعم جاءت الأحاديث الصريحة بإخراج عصاة الموحدين الذين تمسهم النار بقدر جنايتهم وأنهم يخرجون منها برحمة الله تعالى ثم بشفاعة الشافعين كما سيأتي إن شاء الله قريبا ، وأن هؤلاء العصاة يسكنون الطبقة العليا من النار على تفاوتهم في مقدار ما تأخذ منهم . وجاء فيها آثار أن هذه الطبقة تفنى بعدهم إذا أخرجوا منها وأدخلوا الجنة ، وأنها ليأتين عليها يوم وهي تصفق في أبوابها ليس بها أحد " وعلى ذلك حمل جمهور المفسرين الاستثناء في قوله تعالى : [ ص: 867 ] ( إلا ما شاء ربك ) الآية . وعلى ذلك يحمل ما ورد من آثار الصحابة . وما أحسن ما قاله ابن القيم رحمه الله تعالى في كتابه ( الوابل الصيب ) قال رحمه الله تعالى : ولما كان الناس ثلاث طبقات : طيب لا يشوبه خبث ، وخبيث لا طيب فيه ، وآخرون فيهم خبث وطيب - كانت دورهم ثلاثة : دار الطيب المحض ، ودار الخبيث المحض - وهاتان الداران لا تفنيان - ودار لمن معه خبث وطيب وهي الدار التي تفنى وهي دار العصاة ، فإنه لا يبقى في جهنم من عصاة الموحدين أحد فإنهم إذا عذبوا بقدر جزائهم أخرجوا من النار فأدخلوا الجنة ولا يبقى إلا دار الطيب المحض ودار الخبيث المحض . انتهى كلامه رحمه الله تعالى .