( حدثنا  الحسين بن علي بن يزيد     ) بالياء في أوله ، وفي نسخة : "  زيد     " ، وهو سهو (  الصدائي     ) بضم الصاد المهملة نسبة إلى صداء ممدودة قبيلة (  البغدادي  حدثنا   يعقوب بن إسحاق  يعني  الحضرمي     ) وهو أحد القراء الثلاثة من العشرة ( أخبرنا  شعبة  عن   سفيان الثوري  عن   علي بن الأقمر  عن  أبي جحيفة     ) بضم جيم وفتح حاء مهملة ( قال :  قال النبي صلى الله عليه وسلم : أما أنا فلا آكل متكئا     )      [ ص: 235 ] قال  ابن حجر     : رواه   البخاري  أيضا ، وفسر الأكثرون ، الاتكاء بالميل على أحد الجانبين ; لأنه يضر بالآكل ، فإنه يمنع مجرى الطعام الطبيعي عن هيئته ، ويعوقه عن سرعة نفوذه إلى المعدة ، ويضغط المعدة فلا يستحكم فتحها للغذاء .  
ونقل في الشفاء عن المحققين أنهم فسروه بالتمكن للأكل ، والقعود في الجلوس ، كالمتربع المعتمد على وطاء تحته ; لأن هذه الهيئة تستدعي كثرة الأكل ، وتقتضي الكبر .  
وورد بسند ضعيف زجر النبي صلى الله عليه وسلم  أن يعتمد الرجل بيده اليسرى عند الأكل  ، وقد أخرج   ابن أبي شيبة  عن  النخعي  ، كانوا يكرهون أن يأكلوا متكئين ، مخافة أن يعظم بطونهم .  
قال  ابن القيم     :  ويذكر عنه صلى الله عليه وسلم أنه  كان يجلس للأكل متوركا على ركبتيه   ، ويضع بطن قدمه اليسرى تواضعا لله عز وجل وأدبا بين يديه     .  
قال : وهذه الهيئة أنفع هيئات الأكل وأفضلها ; لأن الأعضاء كلها تكون على وضعها الطبيعي الذي خلقها الله عليه ، وقد تقدم في باب الاتكاء زيادة التحقيق ، والله ولي التوفيق .  
( حدثنا   محمد بن بشار  حدثنا   عبد الرحمن بن مهدي  ، أخبرنا  سفيان  عن   علي بن الأقمر     ) ظاهره أنه موقوف عليه ، ويحتمل رفعه ( نحوه ) أي مثل الحديث السابق معنى مع اختلافه لفظا هذا ، وكان المناسب أن يذكر هذا الحديث بإسناده أول الباب أو آخره ، لئلا يقع فصل بالأجنبي بين أحاديث الأكل بالأصابع الثلاث ولعقهن .  
				
						
						
