( حدثنا   إسحاق بن منصور     ) : أي السكوني مولاهم ، صدوق ، تكلم فيه للتشيع ، روى عنه الستة . (  ويحيى بن موسى     ) : أي البلخي ، أخرج حديثه   البخاري  وغيره . ( قالا ) : أي كلاهما . ( حدثنا  عبد الرزاق ) : أي ابن همام بن نافع الحميري  ، مولاهم ، ثقة ، حافظ ، كبير ، مصنف شهير ، عمي في آخر عمره فتغير ، وكان شيخا لأجلة أصحاب الحديث ، روى الستة حديثه ، قال  العصام     : وكان يتشيع ، والله أعلم . ( عن  معمر     ) : مر ذكره . ( عن  ثابت بن أنس  قال : ما عددت في رأس رسول الله صلى الله عليه وسلم ولحيته إلا أربع عشرة ) : بفتح الجزأين للتركيب ، والشين ساكنة وبنو تميم يكسرونها ، وقوله : ( شعرة بيضاء ) إما تمييز أو مستثنى منه ، قال  الحنفي     : وهذا القول من  أنس  لا ينافي ما صدر عنه في صدر الكتاب ، فليس في رأسه ولحيته عشرون شعرة بيضاء ; لأن هذا السلب عام وإن كان مشعرا بأن يكون قريبا منه . قال  العصام     : يستدعي كونه قريبا من عشرين أكثر من أربع عشرة بحسب متفاهم      [ ص: 111 ] العرف ، ورده  ابن حجر  حيث قال : لا ينافي هذا الحديث رواية   ابن عمر  الآتية ، إنما كان  شيبه صلى الله عليه وسلم   نحوا من عشرين شعرة بيضاء ; لأن الأربع عشرة نحو العشرين لأنها أكثر من نصفها ، ومن زعم أنه لا دلالة لنحو الشيء على القرب منه فقد وهم ، نعم روى  البيهقي  عن  أنس     : ما شانه الله بالشيب ، ما كان في رأسه ولحيته إلا سبع عشرة أو ثمان عشرة بيضاء     . وقد يجمع بينهما بأن إخباره اختلف لاختلاف الأوقات ، أو بأن الأول إخبار عن عده والثاني إخبار عن الواقع ، فهو لم يعد إلا أربع عشرة ، وأما في الواقع فكان سبع عشرة أو ثمان عشرة ، انتهى . وفيه أن ما في الواقع يتوقف على العد فلا يصح الجمع ، نعم لو وقع الظن والتخمين موضع الواقع كان له وقع وحصل به جمع ، قال  العسقلاني     : وقد اقتضى حديث   عبد الله بن بسر  يعني المخرج في صحيح   البخاري  أن شيبه كان لا يزيد على عشر شعرات لإيراده بصيغة جمع القلة لكن خص ذلك بالعنفقة ، وقال : كان في عنفقته شعرات بيض ، فيحمل أن الزائد على ذلك في صدغيه .  
 
				 
				
 
						 
						

 
					 
					