ثم شرع في بيان ما يكون به الجنس الواحد جنسين وما لا يكون فمن الثاني قوله فالدقيق ليس جنسا منفردا عن أصله ; لأنه تفريق أجزاء والعجين مع الدقيق أو القمح جنس واحد والمصلوق مع غيره جنس لكن ( والطحن ) للحب ( والعجن ) للدقيق ( والصلق ) لشيء من الحبوب ( إلا الترمس والتنبيذ ) لتمر أو زبيب ( لا ينقل ) كل منها عن أصله لعدم تحقق المماثلة ، ولا بيابس لأنه رطب بيابس ، وكذا التنبيذ لا ينقل عن أصله ، وكذا عصير العنب مع العنب ، وأما الترمس فصلقه ينقله عن أصله لطول أمده وتكلف مؤنته ولا بد من نقعه في الماء حتى يحلو وأشار للقسم الأول بقوله ( بخلاف خله ) يعني تخليل النبيذ ، فإنه ينقل عن أصل النبيذ لا عن النبيذ إذ الخل والنبيذ جنس على المعتمد ( و ) طبخ بخلاف ( طبخ لحم بأبزار ) ، فإنه ينقل عن النيء وعن المطبوخ [ ص: 52 ] بغيرها والجمع ليس بمراد فالمراد الجنس الصادق بالواحد ، وكذا بالبصل فمتى أضيف للماء والملح البصل كفى في النقل ( و ) بخلاف ( شيه ) أي اللحم بالنار ( وتجفيفه ) بنار أو شمس أو هواء ( بها ) أي بالأبزار ، فإنه ناقل لا بدونها ( و ) بخلاف ( الخبز ) بفتح الخاء ، فإنه ناقل عن العجين والدقيق ( وقلي قمح ) مثلا ، فإنه ناقل ( وسويق ) المراد به القمح المصلوق المطحون بعد صلقه ، فإنه ينقل لاجتماع أمرين فيه ، وإن كان كل واحد بانفراده لا ينقل ( و ) بخلاف ( سمن ) أي تسمين ، فإنه ناقل عن اللبن الذي أخرج زبده لا يباع مصلوق بمثله