ثالثا: مهارات اكتشاف العلاقات
تساعد مهارات اكتشاف العلاقات، التي تعتمد على تفكير المتعلم، في تحديد خصائص مشتركة بين أشياء متفرقة، حيث يتمكن المتعلم من خلال العلاقات من الوصول إلى الكثير من النتائج التي كان يجهلها. ومما يدلل على أهمية اكتشاف العلاقات أن بعض العلوم التي يحتاجها المتعلم لا يمكن الوصول إليها مباشرة، وإنـما يتم ذلك من خلال تحديد العلة، أو العلاقة، أو السبب.. صحيح أن العلم ذاته قـد لا يكون معلوما بشكل مباشر، ولكن آلة الوصول إليه وطريقته وردت إلينا بشكل مباشر،
يقول تعالى: ( يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله والرسول ) (النساء:59) ،
ويقول: ( وتلك الأمثال نضربها للناس وما يعقلها إلا العالمون ) (العنكبوت:43) ،
ويقول: ( لو أنزلنا هـذا القرآن على جبل لرأيته خاشعا متصدعا من خشية الله وتلك الأمثال نضربها للناس لعلهم يتفكرون ) (الحشر:21) ..
ففي هـذه الآيات، وغيرها، ما يشير إلى أهمية معرفة العلاقات، والربط بين الموضوعات من خلالها.
ومن هـذا المنطلق، فإن هـناك الكثير من المهارات التي تساعد المتعلم على تفسير الأحداث والموضوعات من خلال تحديد العلاقات. ومن أهم هـذه المهارات: مهارة التجريد، ومهارة التحليل، ومهارة التصنيف، ومهارة التجريب، ومهارة التلخيص، ومهارة المقارنة، ومهارة التعليل. [ ص: 119 ]
1- مهارة التجريد
تعد مهارة التجريد من المهارات العليا، التي تساعد على النضج العقلي، حيث تنتقل بالمتعلم من المحسوس إلى غير المحسوس، ومن الفكر المحدود زمانا ومكانا ومجالا إلى الفكر الأوسع منه، كما تساعد الإنسان، بشكل عام، على استخدام الرمز ثم اللغة في الوصف والتعبير
[1] . فهي تسـاعد على كيفية اسـتخدام العقل في إيجاد قواعد أو رموز يسـتعين بها الإنسان في تفسير ما يجهله ويكون خافيا عليه.
إنها المهارة التي تجعل من المتعلم إنسانا قادرا على تحديد العلاقات بين الأشياء، والحكم عليها بناء على ما يوجد من علاقات.
إن التجريد يساعد على جمع العلوم وتبسيطها وتوثيقها، وإيجاد التقنيات اللازمة لتفعيلها والإفادة منها، كما يسـاعد على الإيجاز والاختصـار، وهو مما يتطور معه الذكاء الإنساني يوما بعد يوم. وقد برز المسلمون في تقعيد العلوم وإيجاد الأصول والقواعد والضوابط التي تجمعها؛ مما ساعد على تطور الفكر عندهم. ولقد استخدم القرآن قاعدة «الكل» ليعمم بها إيجازا وتسهيلا على أن ذلك يمكن أن يدركه العقل البشري. ومن أمثلة ذلك ما جاء في قوله تعالى:
( كل نفس ذائقة الموت ) (آل عمران:185) ،
وقولـه تعـالى: ( فأما من أعطى واتقى وصدق بالحسنى فسنيسره لليسرى وأما من بخل واستغنى وكذب بالحسنى فسنيسره للعسرى ) (الليل:5-10) ، [ ص: 120 ]
وفي الحديث الشريف بعض القـواعد التي يمكن تعميمها على ما يتفق معها، ومن أمثلة ذلك قوله صلى الله عليه وسلم : ( ما أسكر كثيره فقليله حرام )
[2] .
ويمكن للمتعلم، من خـلال دراسـة موضوعات التربية الإسلامية، وما يمارسه فيها من مواقف تربوية مختلفة، أن يمارس مهارة التجريد، من خلال إيجاد العلاقة بين دلالات النصوص واستنباط أحكام عامة تدل عليها. كما يمكن تنمية هـذه المهارة من خلال دراسة المهارات الفقهية، ومعرفة مصادر الفقه الإسلامي التي اعتمد عليها علماء المسلمين. وهناك بعض الموضوعات التي تساعد على اكتساب هـذه المهارة مثل: أصول الحديث، وعلم مصطلح الحديث، وقواعد التجويد وأحكامه، وعلوم القرآن، وأصول التفسير، وأصول الفقه...إلخ. ويجب أن يدرس المتعلم هـذه الموضوعات على سبيل الإفادة والتمكن من المهارات التي تسـاعده على اكتشـاف العلاقات، لا على سبيل حفظها وأدائها في الامتحان الذي تجريه المدرسة في نصف العام، أو في نهاية العام. إن هـذه المهارة من المهارات التي يمكن للمتعلم أن يمتلكها؛ وأن يكون نابغا فيها أيضا إذا أتاح لنفسه فرصة البحث الجاد والاكتشاف.
2- مهارة التحليل
إن من أهم المهارات التي تسعى التربية الإسلامية إلى تنميتها وتأكيدها «تدريب التلاميذ على تحليل الآيات القرآنية وتعليلها»
[3] . والتحليل مهارة مهمة تمكن المتعلم من دراسة المحتوى العلمي، سواء كان في القرآن الكريم، أو الحديث النبوي الشريف، أو غير ذلك من الموضوعات التي يدرسها، [ ص: 121 ] ليقوم بعد دراسة المحتوى بتحليله إلى مكوناته الفرعية، حتى يصل من خلال ذلك إلى معرفة العلاقات التي تربط بين هـذه المكونات.
فالمتعلم يحتاج إلى معرفة مكونات المحتوى القرآني، على سبيل المثال، ففيه: المحكم والمتشابه،
يقول تعالى: ( هو الذي أنزل عليك الكتاب منه آيات محكمات هـن أم الكتاب وأخر متشابهات ) (آل عمران:7) ،
وفيه الناسخ والمنسوخ، وفيه المكي والمدني، والعام والخاص...إلخ، وهذه كلها من المكونات التي يحتاج المتعلم إلى معرفتها. والإمام الشافعي عندما تعلم القرآن الكريم تعلمه كله، تحليلا لجميع مكوناته، كما جاء عنه، رحمه الله، أنه عندما سأله الرشيد : «فقال - أي الخليفة - يا ابن إدريس، كيف علمك بالقرآن؟ قلت: عن أي علومه تسألني؟ عن حفظه فقد حفظته ووعيته بين جنبي، وعرفت وقفه وابتداءه، وناسخـه ومنسـوخه، وليليه ونهاريه، ووحشـيه وإنسـيه، وما خوطب به العام يراد به الخاص، وما خوطب به الخاص يراد به العام. فقال لي: والله يا ابن إدريس لقد ادعيت علما...»
[4] .
والحديث يتضمن: الأحاديث القدسية ، والحديث المتواتر ، وحديث الأحاد ، والحديث الصحيح ، والحديث الحسن ، والحديث الضعيف ... إلخ، وهذه الموضوعات تحتاج من المتعلم أن يقوم بتحليلها، ومعرفتها، ثم تحديد علاقة كل حديث بالموضوع الذي ورد فيه.. وما يقال عن القرآن الكريم، والحديث، يقال عن بقية فروع التربية الإسلامية الأخرى. [ ص: 122 ]
ومما تجدر الإشارة إليه أن هـناك الكثير من المواقف التي يمكن أن يفيد المتعلم منها في تنمية مهارة التحليل لديه، ومنها على سبيل المثال لا الحصر
[5] : «التفريق بين منطوق القرآن ومفهومه»، «والتفريق بين عام القرآن وخاصه»، «والتفريق بين المجمل والمفصل». ومنها أيضا
[6] : «التفريق بين الحقائق والآراء والعلل والعوامل التي تؤدي إلى نتائج معينة، وذلك حين قراءة الدرس أو حين قراءة الاستذكار لسور وآيات القرآن الكريم»، و «التمييز بين علامات الترقيم المختلفة مدركا وظيفة كل منها أثناء القراءة»، ومنها «التفريق بين السؤال والقصة والحادث في الآيات المراد ذكر سبب نزولها».
3- مهارة التصنيف
وهي من المهارات العقـلية العليا، التي يقوم المتعلم من خلالها المفاهيم أو الحقائق أو الأشياء، بناء على فهمه للعلاقات التي تربط بينها. وهي تساعد على نمو فكر المتعلم وتطوره بشكل مستمر، وتؤدي إلى تيسير العلم وفهمه وتنظيمه، بناء على العلاقات التي تربط بين المتغيرات المختلفة؛ وقد استخدم الرسول صلى الله عليه وسلم التصنيف، كما يعبر عن ذلك قوله صلى الله عليه وسلم : ( مثل المؤمن الذي يقرأ القرآن كمثل الأترجة، ريحها طيب وطعمها طيب، ومثل المؤمن الذي لا يقـرأ القرآن كمثل التمرة، لا ريح لها وطعمها حلو، ومثل المنافق الذي يقرأ القرآن مثل الريحانة، ريحها طيب وطعمها مر، ومثل المنافق الذي لا يقرأ القرآن كمثل الحنظلة، ليس لها ريح وطعمها [ ص: 123 ] مر )
[7] . فالرسول صلى الله عليه وسلم صنف الناس إلى أربعة: «مؤمن يقـرأ القرآن، ومـؤمن لا يقرأ القرآن، ومنافق يقرأ القرآن، ومنافق لا يقرأ القرآن». والعلاقة التي تربط بين كل صنف: قراءة القرآن، وكون القارئ مؤمنا أو منافقا.
إن مهارة التصنيف مهارة مهمة في التربية الإسلامية، ولها مجالات متعددة، من ذلك: يستطيع المتعلم أن يقوم بالتصنيف بين الكلمات التي يدرسها في التربية الإسلامية، حيث يتم «تصنيف الكلمات على أساس معين كالمترادفات والمتقابلات، وعمل قوائم كلمات كالأوصاف مثلا»
[8] . ومثل هـذا التصنيف يثري لغة المتعلم ويساعد على نموها بشكل مستمر. ويمكن أن تنمو مهارة التصنيف عندما يعدد المتعلمون بعض الأشيـاء، بحيث «يضعوا المواد والأشياء التي قاموا بتعدادها في قوائم ضمن مجموعات بحيث تلتقي خصائصها العامة»
[9] ، بناء على معرفتهم للعلاقات التي تربط بينها.
وفي جميع الأحوال، فإنه لا يخل أي موقف تعليمي في التربية الإسلامية من استخدام المتعلم لمهارة التصنيف، من ذلك مثلا أنه عند دراسة القرآن الكريم يستطيع المتعلم «تقسيم أسباب النـزول إلى أنواعها الكبرى، لتمييز الأسباب الخاصة بالعقائد، والأسباب الخاصة بالعبادات، وكذا الأسباب الخاصة بالمعاملات»
[10] . ويستطيع المتعلم أن يصنف موضوع الدرس الواحد، سواء كان الدرس في القرآن أم الحديث، إلى عدة أصناف، بناء على العلاقات التي تربط بينها حتى يبلغ المستوى الذي يستطيع معه التمكن من الموضوع. [ ص: 124 ]
4- مهارة التلخيص
من أهم ما ينبغي للمتعلم أن يتعلمه ويلم به في التربية الإسلامية أن يتعلم الإيجاز غير المخل، ويتمكن من مهارة التلخيص. إن هـذه المهارة تساعد المتعلم على أن يدرك قيمة العلم، ويعلم عن كثب أن قيمة ما يتعلمه هـي ليست في مقدار الكم، ولكن فيما يعود عليه بالنفع والفائدة. ولهذا ( قال الرسول صلى الله عليه وسلم : «بعثت بجوامع الكلم، ونصرت بالرعب، وبينا أنا نائم أتيت بمفاتيح خزائن الأرض فوضعت في يدي ) ، قال أبو عبد الله : وبلغني أن جوامع الكلم أن الله يجمع الأمور الكثيرة التي كانت تكتب في الكتب قبله في الأمر الواحد والأمرين أو نحو ذلك»
[11] .
إن مهارة التلخيص تستوجب من المتعلم أن يقتصر على المفيد من العلم بما يتناسب مع قدراته الخاصة، ويجتنب ما يفوق طاقتـه، مما يضيع وقته، ولا يحصل من خلاله على كثير علم، ولهذا يقول الخطـيب البغدادي : «ولا يأخذ الطالب نفسه بما لا يطيقه، بل يقتصر على اليسير الذي يضبطه، ويحكم حفظه ويتقنه»
[12] . ومهارة التلخيص تساعد المتعلم على أن يقتصر على أحسـن العلم، ويتبعه، كما جـاء " عن ابن عباس أنه قـال
[13] : «العلم كثير، ولن تعيه قلوبكم، ولكن ابتغوا أحسنه، ألم تسمع قوله تعالى:
( الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه أولئك الذين هـداهم الله وأولئك هـم أولو الألباب ) (الزمر:18) » " . [ ص: 125 ]
ومهارة التلخيص قد تكون في الكلام، وقد تكون في الكتابة، وفي أي منهما كانت يجب أن يتقنها المتعلم، حرصا على جني الفائدة وتحقيق النفع والحصول على المقصود. وقد بين العلماء أن ذلك كله لا يحدث إلا إذا تمكن المتعلم من الإيجاز غير المخل والتلخيص الجيد لما يريد أن يتعلمه. ولهذا قال الخطيب : «ويكون كلامه يسيرا جامعا بليغا... وفي الإكثار أيضا ما يخفي الفائدة، ويضيع المقصود، ويورث الحاضرين الملل»
[14] .
ومهارة التلخيص باب من الأبواب المهمة، التي تتيح للمتعلم أن ينظر للمدى البعيد، ويتطلع إلى معالي الأمور، ويتعلم سنن الطبيعة وقوانينها وقواها؛ وإذا تمرس على التلخيص، كلون من المهارات التي يمارسها، أضحى قادرا على أن يتعلم الشيء الكثير مما ينبغي أن يعرفه. ذلك أن مثل هـذه العلوم لا يمكن للمتعلمين أن يدركوها «إلا إذا لخصت وبسطت وقربت إلى عقولهم»
[15] .
وإذا كان من أهم القدرات العقلية التي يمارسها المتعلم في التربية الإسلامية: اكتشاف العلاقات، فإن مهارة التلخيص تساعد المتعلم على اكتشاف العلاقات بين الأفكار والقدرة على الربط بينها، فهو عندما يقف على الأفكار الرئيسة للموضوع، فإن الذي يساعده على «تنظيم الأفكار في وضعها الصحيح: تلخيص المعلومات وتركيزها»
[16] ، والتي تساعده أيضا على معرفة العلاقات بين كل فكرة وأخرى. [ ص: 126 ]
5- مهارة المقارنة
للمقارنة أهمـية كبيرة؛ فمن خلالها تتبين عيوب الشيء أو إيجابياته، فيكون المتلقي على بصيرة من أمره.. وفي القرآن الكريم والسنة النبوية أمثلة كثيرة لبعض المقارنات، من ذلك مثلا قول الله تعالى:
( أفمن يمشي مكبا على وجهه أهدى أمن يمشي سويا على صراط مستقيم ) (الملك:22) ،
وقولـه تعالى: ( فأي الفريقين أحق بالأمن إن كنتم تعلمون ) (الأنعام:81) ..
ومن ذلك أيضا مقارنة رسول الله صلى الله عليه وسلم بين الجليس الصالح والجليس السوء: ( مثل الجليس الصالح والسوء كحامل المسك ونافخ الكير، فحامل المسك إما أن يحذيك وإما أن تبتاع منه وإما أن تجد منه ريحا طيبة، ونافخ الكير إما أن يحرق ثيابك وإما أن تجد ريحا خبيثة )
[17] . إن كل ما سبق يؤكد ما تمتاز به المقارنة بين شيئين من أهمية كبيرة للمتعلم؛ مما يدلل بالتالي على أهميتها ومكانتها في التربية الإسلامية.
ومن أهم مزايا المقارنة: أن المتعلم يعرف ما يمتاز به الدين الإسلامي الحنيف من مزايا عظيمة، وذلك من خلال مقارنة ما جاء به الإسلام بالأنظمة والقوانين التي تعمل بها الأمم الأخرى.. ويستطيع المتعلم، إذا توفرت لديه هـذه المهارة، أن يقارن «بين هـذه التيارات الهدامة، وكشف الجذور المشتركة بينها»، وأن يقارن «بين مكانة المرأة في الإسلام ومكانتها في التشريعات الأخرى»، و «بين موقف الإسلام من المال وموقف الأنظمة الأخرى»، ويقارن «بين القيم والأخلاق في [ ص: 127 ] الإسلام وفي غيره من الأنظمة »، و «بين الإسلام وغيره من الأديان»، و «بين الشريعة الإسلامية والشرائع الأخرى». ولا تقتصر المقارنة على الجانب الفكري أو العقدي، بل إن من المقارنات ما يمكن أن يجريه المتعلم بين الأفكار التي يتعلمها في الموضوع الواحد أو المادة الواحدة، ومن أمثلة ذلك: «أن يقارن المتعلم بين الحديث الصحيح والحديث الحسن والحديث الضعيف»
[18] .
وتعتمد مهارة المقارنة على نوع العلاقة التي تربط بين الأفكار.. وغالبا ما تتم المقارنة بين نقيضين لبيان محاسن أحدهما، ومعرفة عيوب الآخر، فقد تظهر المحاسن بصورة غير مؤثرة، ولكن عند المقارنة بالنقيض الآخر تظهر المحاسن بوضوح تام. لذلك لا بد أن يكون المتعلم قادرا على اكتشاف العلاقات، وتحديد نوعها.
من خلال كل ما سبق، يتبين أن مهارات التربية الإسلامية العقلية كثيرة، وأن التربية الإسلامية قد أخذت على عاتقها الاهتمام بالمهارات العقلية العليا، سواء كانت هـذه المهارات مما ينمي عقل المتعلم على النحو الذي يساعد في نمو تحصيله العلمي، أو كانت مما يساعده على نمو التفكـير العميق لديه، أو كانت مما يقود إلى الكشف عن العلاقات وتحديدها؛ الأمر الذي يساعد على توليد المعرفة ونموها. لذلك يمكن القول: إن التربية الإسلامية قد فاقت جميع النظم والمبادئ التربوية الأخرى، وإنها قد حظيت باهتمام كبير من لدن المربين المسلمين، الذين أكدوا بما لا يدع مجالا لريب أهمية المهارات التربوية العقلية بمختلف مستوياتها. [ ص: 128 ]