- صور من عالم الاتصالات في عام 2032
مع التغير المتلاحق في تقنية الاتصالات والمعلومات يصعب الحديث عن «يقين ما»، غير أن ذلك لا ينفي الاجتهاد في التنبؤ. وقد تمت دراسة ضخمة أعدها المعهد القومي للاتصالات في مصر وذلك لرسم صور لعالم الاتصالات بعد 30 عاما من الآن باستخدام مؤشرات لاتجاهات التطور المستقبلي مثل زيادة حرية الحركة في الاتصالات والاستخدام المتزايد للإنترنت وغيرها. وتؤكد دراسة المعهد بأنه سيكون من السهل مستقبلا أن يقوم الهاتف بتحويل أي لغة للمتحدث إلى اللغة التي تناسب المستخدم! كذلك سيظهر الحاسوب والهاتف الجوال الذي يقبل التعامل بلغة «الحديث الصوتي» بدلا من لغة الأرقام! ولن يتحتم على المستخدم ذكر الأرقام الهاتفية، لأنه وقتها لن يكون هـناك وسيط مطلقا بين الإنسان والآلة سوى الصوت البشري. وفي عام 2008م سوف يصل عدد الهواتف الجوالة في العالم إلى أكثر من ملياري هـاتف في يد ملياري شخص؛ الأمر الذي سيغير من اقتصاديات استخدام الشبكات في حركة المكالمات الهاتفية لتصبح [ ص: 65 ] مكالمات الجوال أرخص من المكالمات خلال الشبكة الثابتة. ورغم ذلك فإن الشبكات الثابتة سوف تستمر في الزيادة حيث إنها البنية التحتية الأساسية لاتصالات الإنترنت . وإذا كانت تتم 90% من حجم الحركة الهاتفية في الوقت الحاضر من خلال الشبكات الثابتة، فإن ربط الإنترنت بالجوال وظهور «الإنترنت المتحرك» سوف يعتمد بالأساس على ظهور تقنية عالية السرعة، مما يؤدي إلى ظهور أجهزة للمستخدم سهلة الاستخدام وظهور تطبيقات رخيصة الثمن.
أما النفاذ اللاسلكي إلى الاتصالات العالمية فسيتجاوز النفاذ الثابت في أوائل القرن الواحد والعشرين حيث ستسمح أنظمة الجيل الثالث للمستخدمين فعلا بإقامة وتسلم نداءات صوتية في أي مكان في العالم، والإطلاع على المعلومات عبر شبكة الإنترنت وإنزالها، وتسلم معلومات محددة سـلفا، وحضـور نشـرات الأخبار التي تتضمن الصور المتحركة، بل والبرامج التي تذاع في الوقت الفعلي، والإطلاع على البريد الإلكتروني والفيديو والسمـعي والرد عليه. بل أكثر من ذلك فسـوف يمكن النفاذ إلى أي معـلومات مخزنة في أجهزة الحاسوب الشخصية سواء في المكتب أو المنـزل، كما سيجمع الجوال الجديد في عام 2032م التلفاز والهاتف والجريدة والمكتبة وبطاقة الائتمان والبطاقة الشخصية وقسيمة الزواج بل وحتى جواز السفر. [ ص: 66 ]