الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
            - التلوث بالحقول الكهرومغناطيسية

            في حضارتنا الحديثة أصبح جسد الفرد كقطعة المخلل المنقوعة في حقول متنوعة من الموجات الكهرومغناطيسية ، هـذا لأنه أصبح محاطا بالمجالات الإشعاعية المتنوعة المنبعثة من وسائل التقنيات الحديثة كالتلفاز وأجهزة تشغيل أشرطة الفيديو والراديو والجوال والحاسوب وأجهزة التحكم عن بعد (الريموت كنترول) . وبلا أدنى شك فإن جميع هـذه الأجهزة تطلق شكلا من أشكال الطاقة السامة، حيث يتضمن المجال الكهرومغناطيسي موجات قصيرة ذات طاقة عالية لها تأثيرات بيولوجية سلبية على المدى البعيد. يضاف إلى ذلك أشعة «إكس» الطبية، التي تعمل على طرد الإلكترونات من مدارها حول نواة الذرة في الخلية لتخلق أيونات غير طبيعية. إن الأخطار التي يتعرض لها الفرد نتيجة الجرعات العالية من الإشعاعات الأيونية معروفة بالقدرة على إزالة أو تغيير الحمض النووي لنواة الخلية مما يشجع على تدمير جهاز المناعة وتنمية الخلايا السرطانية . ولا يوجد ما يسمى بالجرعة الآمنة من الإشعاع الأيوني ، فكل جزء يضاف هـو جزء [ ص: 77 ] من المجموع الكلي الذي يتجمع أثناء حيـاة الفرد وبالتالي يدمـر تدريجيا نواة الخلية! وقد يحدث ذلك عند العيش بالقرب من محطات البث أو مواقع دفن النفايات الطـبية أو المختبرية أو النووية ، أو مناجم اليورانيوم أو صيانة المفاعلات النووية وغير ذلك الكثير مما لا يستطيع الفرد الفرار منه [1] . ومما لا شك فيه أن لجميع أنواع الحقول الكهرومغناطيسية تأثيرات ضارة جدا على مسارات الطاقة في الجسد البشري، بل وفي أجساد جميع الكائنات.. ومن التجارب البسيطة التي يمكن للفرد إجراؤها في هـذا المجال هـي القيام بغلي بعض الماء في الميكروويف ثم مداومة سقي نباتات الزينة منه فتذبل هـذه النباتات وتموت بعد فترة قصيرة من الزمن. وها هـو الغطاء الأخضر النباتي للكرة الأرضية قد بدأ فعلا بالتأثر بهذه المجالات وظهرت عليه علامات التقلص والذبول، أما الأمراض البشرية والحيوانية فليس لها حدود وفي كل يوم يظهر منها الجديد مما يحير الطب والأطباء. إن الطرق السريعة للمعلومات الإلكترونية أصبحت تسبر أغوار العالم، ولو أحصينا بلايين الخطوط من الأشعة والذبذبات التي تجوب العالم بحثا عن الهواتف والجوالات والبليبات والفاكسات وغيرها من بلايين الإشارات، لوجدنا أن العالم أجمع محاط ومغلف ببلايين الشفرات والرسائل والأشعة وخطوط الاتصال التي لا تترك للفرد متنفسا [2] . [ ص: 78 ] كذلك فقد دخلت هـذه المنجزات في أحشائنا، فمطبخ اليوم يحفل بالأدوات الكهربائية كالسخان وغلاية الماء وفرامة الخضار والخلاط والعجان والميكروويف وغيرها كثير مما ملأ أغذيتنا ومشاربنا وملابسنا بشحنات كهربائية ومغناطيسية متنوعة لا يعلم ضررها إلا الله عز وجل . بل يوجد اليوم الكثير من الأجهزة والمعدات الطبية التي تعمل بالحواسيب إضافة إلى تقنية الجراحات نفسها، وفي المستقبل القريب سوف يتم التعامل مع الإصابات عن بعد، من خلال تقنيات الجراحة عن بعد وعن طريق شاشات تليفزيونية. وعلى سبيل المثال فإن المفردات الجراحية التي يستعملها الطبيب الجراح ستكون: السرير الإلكتروني الذي يسجل جميع علامات الحياة للمصاب، ويسجل الضغط والنبض ودرجة الحرارة والتنفس وإشارات المخ وتخطيط القلب، وذلك بمجرد وضع المريض عليه، هـذا السرير الإلكتروني يتم إنتاجه بالفعل حاليا، وهو مزود بجهاز طبي آخر يستطيع أخذ أشعة متقطعة لكل أعضاء الجسم خلال دقائق، ولا يعطي فقط الوضع التشريحي ولكن الوضع الوظيفي أيضا. كما توجد شريحة حاسوب دقيقة يمكن برمجتها للعمل مكان أي خلايا تالفة بالمخ، وهي تستطيع التفاهم مع باقي خلايا المخ للقيام بوظائف الخلايا التالفة. وأثناء إجراء الجراحات يمكن للأطباء في أماكن أخرى مشاهدة صورة حية على وجه الدقة لحالة المريض تنقل إلكترونيا إلى كل المراكز المشتركة في هـذا النظام. [ ص: 79 ]

            التالي السابق


            الخدمات العلمية