ثورة المواصلات.. تخطي السلبيات وتحقيق الإيجابيات

لا شك في أن ثورة المواصلات قد قطعت شوطا مذهلا في القرن الحالي، وقد يتعذر الإسهاب في شرح ذلك، نظرا لغزارة المعلومات المتوفرة ^[1] :

ولا بد هـنا من التساؤل:

كيف يمكن تخطي السلبيات وتحقيق الإيجابيات في ثورة المعلومات والاتصالات والمواصلات؟

هنا نطرح عددا من الاقتراحات كالآتي:

- لا بد من مواجهة صريحة بين الفرد والأنظمة الإدارية المختلفة، وذلك بالمطالبة الواضحة بنشر الوعي المعلوماتي وفق متطلبات الحضارة الحديثة، وهذا هـو الطريق الوحيد للاستفادة من إيجابيات الاتصالات، أو حتى لمواجهة وغربلة معطياتها السلبية.

- كما يجب ألا ننسى الدور الإيجابي الذي يمكن أن تقوم به الحكومات في تنظيم الأنشطة الشبابية المتعلقة بثورة المعلومات والاتصالات والمواصلات؛ ومن هـنا لا بد أن تتضافر جهود كل من السلطات الثلاث التشريعية والتنفيذية والقضائية في هـذا المجال. ولكي ننقذ الأجيال من السقوط في هـاوية الاتصالات [ ص: 89 ] السلبية، علينا وضع أنشطة أخرى جنبا إلى جنب مع ثورة الاتصالات، ولا شك في أن ذلك يحتاج إلى مصدر تمويل متزايد للأنشطة الشبابية.

- من الملاحظ أن خطط التنمية هـي وحدها القادرة على تحقيق منظومة العلم والتقنية والتي تتحول بدورها إلى مخرجات ثقافية وتعليمية ملموسة لتسهم في المخرجات الاقتصادية الحيوية. إن منظومة العلم وتطبيقاته عبارة عن عناصر متبادلة النشاط، ويعني ذلك أن الناتج من كل عنصر يعتمد على مخرجات العناصر الأخرى، أما تدفق النشاطات بين هـذه العناصر فتضبطه أحكام المنظومـة وقواعدها بشرط أن لا يبطل مفعول عنصر واحد من عناصرها الأخرى وإلا انهارت المنظومة بأكملها، ومن هـنا تبرز أهمية تناغم وتساند عناصرها بالاتصال المباشر عن طريق الإنترنت .

- لا بد من العناية الفائقة بالثقافة الإعلامية للأطفال وعدم الاعتماد الكلي في التلفاز على برامج الكارتون المستوردة دون غربلتها. إن إحدى الخطوات المهمة في هـذا المجال هـو التفكير الجدي في مشروع ثقافي حضاري موجه للأطفال يشمل برامج للتثقيف والتربية الأخلاقية في ضوء التعاليم الإسلامية. وينفذ حاليا في سوريا مشروع ثقافي حضاري مهم موجه للأطفال ويحمل اسم «شهرزاد» بإشراف الأديب فاضل السباعي ، وهو عبارة عن سلسلة من الكتب والإصدارات الموجهة للأطفال بأسلوب واقعي ومؤثر جدا.كذلك تجب مراقبة الطفل عند استخدامه للحاسوب، وعلى المسئول أن يدرك بأن الحاسوب لن ينجز أي أعمال حسنة أو سيئة بمفرده، بل لا بد من تمكين الفرد من التحكم به حتى لا يحدث العكس! بل إن معرفة الطريقة المثلى لاستخدامه أهم بكثير من مجرد استخدامه. وكما يمكن الحصول على أكبر فائدة من الحاسوب كذلك يمكن الحصول على أكبر قدر من الخسارة للوقت والمال والجهد. [ ص: 90 ] - لمواجهة التحديات غير الأخلاقية وحماية الثقافة الوطنية والعربية والإسلامية، لا بد من الوقوف موقف المحلل والناقد والدارس لكل ما يبث إلينا من وسائل الإعلام المختلفة، ولن يتم ذلك إلا بتأهيل إعلاميين مسلحين بقيم أصيلة مستمدة من قيم الدين والمجتمع ومتابعين في نفس الوقت لأحدث التقنيات في علوم الاتصال. ومن الملاحظ تزايد المظاهرات المضادة لتقنيات العولمة ؛ وفي كل اجتماع للمنتدى الاقتصادي يقوم مناهضو العولمة بمسيرة سلمية أو فوضوية تعبيرا عن سخطهم على طغيان التقنيات التي تعزز سيطرة الدول القوية على حساب الدول الضعيفة. وفي اجتماع للمنتدى الاقتصادي في 16سبتمبر2002م قام 2500 متظاهر في «سالزبورغ» في النمسا بمسيرة سلمية ضد 600 موفد من 11 دولة مختلفة، وذلك بحمل شعارات مضادة لتقنيات العولمة؛ والمطـلوب من الدول الوقوف إلى جانب تلك المظاهرات لما فيه الصالح العام.

- الملاحظ أن منتجات التقانة المختلفة في الوطن العربي تكون دائما قصيرة العمر وتهرم بسرعـة سواء أكانت تقانة ذكية راقية «smart.Tech» أم كانت تقانة بسيطة مثل مكبر الصوت ومسقط الضوء «projector» وآلة التصوير. وقد تصاب بعض هـذه الآلات بالأعطال منذ اليوم الأول، حيث يجري تركيبها بطريقة خاطئة لا تراعي الإرشادات التقنية المرافقة، وقد تتوالى بعد ذلك عمليات التجميل والترقيع ووضع القطع المغلوطة أو المسترخصة. وتحتاج الآلة إلى خدمة فنية من ساعة تركيبها إلى ساعة إعدامها، ولا ننسى أن الآلآت كائنات حية تعطي وتخدم بقدر ما نقدم لها من عناية وخدمة وصيانة. كما يجدر بدول العالم الثالث عقد مؤتمر أو مؤتمرات حول موضوعات الصيانة وحضارة استخدام الآلآت من المنـزل إلى الدائرة الحكومية إلى القطاع [ ص: 91 ] الخاص. ولا بد من وضع لجان علمية لمناقشة التقنيات الواردة إلينا خاصة تلك المتعلقة بوسائل الاتصال المختلفة، وذلك بأن نطرح منها ما لا يليق بقيمنا وأن ندعم فقط ما ينمي جذور مبادئنا وما يثبت لنا هـويتنا الإسلامية.

- لا بد من مراعاة وجود التقنيات الحديثة وشرح فوائدها وأخطارها، وذلك عند إعداد الكوادر الإعلامية الوطنية المتخصصة والمدربة جيدا على الكتابة مـثل القصة، الشعر، الرواية، الروبرتاج الصحفي، الاستطلاع، والمقال الصحفي، أو غير ذلك من أنواع الفنون الأخرى كالمسرح، السينما، والإذاعة.

- يمكن تطوير الإمكانيات التقنية للبرامج الثقافية في الإذاعة والتلفاز والحاسوب والإنترنت وغير ذلك، كذلك تحديث الممارسة الصحافية لدى العاملين في هـذا المجال، وتحسين مضمون البرامج الثقافية في الإذاعة والتلفاز وتوظيفها للمساهمة في التنمية الشاملة للمجتمع. مع أهمية شمولية العمل التقني لكل المواضيع دون استثناء، مع الإطلاع على كافة جوانب الموضوع.

- على الدول الإسلامية السعي نحو إنشاء فضائية مستقلة في أي مكان في العالم تسمح قوانينه بمثل هـذا المشروع، حيث إن الفرد المسلم متعطش إلى تجربة الرأي والرأي الآخر وإلى القناة الخاصة التي تقدم له ما يريد. هـذه القناة تضمن دخلا إعلانيا هـائلا يحقق الجدوى الاقتصادية. أما الاغتراب فيضمن للقناة حرية مطلقة، بعيدا عن احتجاج الحكومات وضغوطها وانسحاب السفراء وتوتر العلاقات بين الدول، بينما يضمن لها الإنفاق الخاص حصانة تامة ضد التدخلات والوساطات، بحيث إن ما يبث يخضع فقط لقرارات هـيئة التحرير وفي إطار المبادئ الإسلامية للقناة. وعلاوة على الربح الأكيد فإن قناة فضائية كهذه يمكن أن تسهم في تنوير المجتمعات الإسلامية وتثقيفها وتعريفها بحقوقها وواجباتها، وتحفيزها على ممارسة الحرية في منأى عن العنف وعبر ضوابط حضارية وتقنيات متطورة. [ ص: 92 ]

ثورة المواصلات.. تخطي السلبيات وتحقيق الإيجابيات

لا شك في أن ثورة المواصلات قد قطعت شوطا مذهلا في القرن الحالي، وقد يتعذر الإسهاب في شرح ذلك، نظرا لغزارة المعلومات المتوفرة ^[1] :

ولا بد هـنا من التساؤل:

كيف يمكن تخطي السلبيات وتحقيق الإيجابيات في ثورة المعلومات والاتصالات والمواصلات؟

هنا نطرح عددا من الاقتراحات كالآتي:

- لا بد من مواجهة صريحة بين الفرد والأنظمة الإدارية المختلفة، وذلك بالمطالبة الواضحة بنشر الوعي المعلوماتي وفق متطلبات الحضارة الحديثة، وهذا هـو الطريق الوحيد للاستفادة من إيجابيات الاتصالات، أو حتى لمواجهة وغربلة معطياتها السلبية.

- كما يجب ألا ننسى الدور الإيجابي الذي يمكن أن تقوم به الحكومات في تنظيم الأنشطة الشبابية المتعلقة بثورة المعلومات والاتصالات والمواصلات؛ ومن هـنا لا بد أن تتضافر جهود كل من السلطات الثلاث التشريعية والتنفيذية والقضائية في هـذا المجال. ولكي ننقذ الأجيال من السقوط في هـاوية الاتصالات [ ص: 89 ] السلبية، علينا وضع أنشطة أخرى جنبا إلى جنب مع ثورة الاتصالات، ولا شك في أن ذلك يحتاج إلى مصدر تمويل متزايد للأنشطة الشبابية.

- من الملاحظ أن خطط التنمية هـي وحدها القادرة على تحقيق منظومة العلم والتقنية والتي تتحول بدورها إلى مخرجات ثقافية وتعليمية ملموسة لتسهم في المخرجات الاقتصادية الحيوية. إن منظومة العلم وتطبيقاته عبارة عن عناصر متبادلة النشاط، ويعني ذلك أن الناتج من كل عنصر يعتمد على مخرجات العناصر الأخرى، أما تدفق النشاطات بين هـذه العناصر فتضبطه أحكام المنظومـة وقواعدها بشرط أن لا يبطل مفعول عنصر واحد من عناصرها الأخرى وإلا انهارت المنظومة بأكملها، ومن هـنا تبرز أهمية تناغم وتساند عناصرها بالاتصال المباشر عن طريق الإنترنت .

- لا بد من العناية الفائقة بالثقافة الإعلامية للأطفال وعدم الاعتماد الكلي في التلفاز على برامج الكارتون المستوردة دون غربلتها. إن إحدى الخطوات المهمة في هـذا المجال هـو التفكير الجدي في مشروع ثقافي حضاري موجه للأطفال يشمل برامج للتثقيف والتربية الأخلاقية في ضوء التعاليم الإسلامية. وينفذ حاليا في سوريا مشروع ثقافي حضاري مهم موجه للأطفال ويحمل اسم «شهرزاد» بإشراف الأديب فاضل السباعي ، وهو عبارة عن سلسلة من الكتب والإصدارات الموجهة للأطفال بأسلوب واقعي ومؤثر جدا.كذلك تجب مراقبة الطفل عند استخدامه للحاسوب، وعلى المسئول أن يدرك بأن الحاسوب لن ينجز أي أعمال حسنة أو سيئة بمفرده، بل لا بد من تمكين الفرد من التحكم به حتى لا يحدث العكس! بل إن معرفة الطريقة المثلى لاستخدامه أهم بكثير من مجرد استخدامه. وكما يمكن الحصول على أكبر فائدة من الحاسوب كذلك يمكن الحصول على أكبر قدر من الخسارة للوقت والمال والجهد. [ ص: 90 ] - لمواجهة التحديات غير الأخلاقية وحماية الثقافة الوطنية والعربية والإسلامية، لا بد من الوقوف موقف المحلل والناقد والدارس لكل ما يبث إلينا من وسائل الإعلام المختلفة، ولن يتم ذلك إلا بتأهيل إعلاميين مسلحين بقيم أصيلة مستمدة من قيم الدين والمجتمع ومتابعين في نفس الوقت لأحدث التقنيات في علوم الاتصال. ومن الملاحظ تزايد المظاهرات المضادة لتقنيات العولمة ؛ وفي كل اجتماع للمنتدى الاقتصادي يقوم مناهضو العولمة بمسيرة سلمية أو فوضوية تعبيرا عن سخطهم على طغيان التقنيات التي تعزز سيطرة الدول القوية على حساب الدول الضعيفة. وفي اجتماع للمنتدى الاقتصادي في 16سبتمبر2002م قام 2500 متظاهر في «سالزبورغ» في النمسا بمسيرة سلمية ضد 600 موفد من 11 دولة مختلفة، وذلك بحمل شعارات مضادة لتقنيات العولمة؛ والمطـلوب من الدول الوقوف إلى جانب تلك المظاهرات لما فيه الصالح العام.

- الملاحظ أن منتجات التقانة المختلفة في الوطن العربي تكون دائما قصيرة العمر وتهرم بسرعـة سواء أكانت تقانة ذكية راقية «smart.Tech» أم كانت تقانة بسيطة مثل مكبر الصوت ومسقط الضوء «projector» وآلة التصوير. وقد تصاب بعض هـذه الآلات بالأعطال منذ اليوم الأول، حيث يجري تركيبها بطريقة خاطئة لا تراعي الإرشادات التقنية المرافقة، وقد تتوالى بعد ذلك عمليات التجميل والترقيع ووضع القطع المغلوطة أو المسترخصة. وتحتاج الآلة إلى خدمة فنية من ساعة تركيبها إلى ساعة إعدامها، ولا ننسى أن الآلآت كائنات حية تعطي وتخدم بقدر ما نقدم لها من عناية وخدمة وصيانة. كما يجدر بدول العالم الثالث عقد مؤتمر أو مؤتمرات حول موضوعات الصيانة وحضارة استخدام الآلآت من المنـزل إلى الدائرة الحكومية إلى القطاع [ ص: 91 ] الخاص. ولا بد من وضع لجان علمية لمناقشة التقنيات الواردة إلينا خاصة تلك المتعلقة بوسائل الاتصال المختلفة، وذلك بأن نطرح منها ما لا يليق بقيمنا وأن ندعم فقط ما ينمي جذور مبادئنا وما يثبت لنا هـويتنا الإسلامية.

- لا بد من مراعاة وجود التقنيات الحديثة وشرح فوائدها وأخطارها، وذلك عند إعداد الكوادر الإعلامية الوطنية المتخصصة والمدربة جيدا على الكتابة مـثل القصة، الشعر، الرواية، الروبرتاج الصحفي، الاستطلاع، والمقال الصحفي، أو غير ذلك من أنواع الفنون الأخرى كالمسرح، السينما، والإذاعة.

- يمكن تطوير الإمكانيات التقنية للبرامج الثقافية في الإذاعة والتلفاز والحاسوب والإنترنت وغير ذلك، كذلك تحديث الممارسة الصحافية لدى العاملين في هـذا المجال، وتحسين مضمون البرامج الثقافية في الإذاعة والتلفاز وتوظيفها للمساهمة في التنمية الشاملة للمجتمع. مع أهمية شمولية العمل التقني لكل المواضيع دون استثناء، مع الإطلاع على كافة جوانب الموضوع.

- على الدول الإسلامية السعي نحو إنشاء فضائية مستقلة في أي مكان في العالم تسمح قوانينه بمثل هـذا المشروع، حيث إن الفرد المسلم متعطش إلى تجربة الرأي والرأي الآخر وإلى القناة الخاصة التي تقدم له ما يريد. هـذه القناة تضمن دخلا إعلانيا هـائلا يحقق الجدوى الاقتصادية. أما الاغتراب فيضمن للقناة حرية مطلقة، بعيدا عن احتجاج الحكومات وضغوطها وانسحاب السفراء وتوتر العلاقات بين الدول، بينما يضمن لها الإنفاق الخاص حصانة تامة ضد التدخلات والوساطات، بحيث إن ما يبث يخضع فقط لقرارات هـيئة التحرير وفي إطار المبادئ الإسلامية للقناة. وعلاوة على الربح الأكيد فإن قناة فضائية كهذه يمكن أن تسهم في تنوير المجتمعات الإسلامية وتثقيفها وتعريفها بحقوقها وواجباتها، وتحفيزها على ممارسة الحرية في منأى عن العنف وعبر ضوابط حضارية وتقنيات متطورة. [ ص: 92 ]