وإذا فإن الأيمان تتكرر على المرأة حتى تحلف خمسين يمينا ، ثم تفرض الدية على أقرب القبائل منها وهذا قول وجد القتيل في دار امرأة في مصر ليس فيه من عشيرتها أحد رحمه الله ، وهو قول أبي حنيفة أبي يوسف الأول ، ثم رجع ومحمد وقال يضم إليها أقرب القبائل منها فيقسمون ويعقلون . وجه قوله الآخر : أن المرأة في حكم القسامة كالصبي بدليل أن في القتيل الموجود في المحلة لا يدخل النساء ، والصبيان ، ثم أبو يوسف ، فالقسامة ، والدية على عاقلته فكذلك في دار المرأة ، وعاقلتها هم أقرب القبائل إليها ; لأنها ليست من أهل النصرة ، والديوان ووجه قوله الأول : أن وجوب القسامة في القتيل الموجود في الملك باعتبار الملك ، والمرأة في الملك كالرجل ( ألا ترى ) أنها تختص بالتدبير في ملكها ، وأن الولاية في حفظ ملكها إليها فكانت كالرجل في حكم القسامة بخلاف الصبي ; لأنه لا تدبير له في ملك نفسه ولا يقوم بحفظ ملكه بنفسه ، ثم للمرأة قول ملزم في الجناية كالرجل حتى يصح منها الإقرار بالقتل ، وليس للصبي قول ملزم في الجناية ، والقسامة في معنى قول ملزم فيثبت ذلك في حق المرأة دون الصبي بخلاف القتيل الموجود في المحلة ، فالمرأة في المحلة مثل الصبي من حيث إنها لا تقوم بحفظ المحلة ، والدفع عنها ، والتدبير فيها . إذا وجد القتيل في دار الصبي
ثم ظاهر ما يقول في الكتاب يدل على أنه ليس عليها شيء من الدية ، وإنما الدية على أقرب القبائل منها ، وهو اختيار في مباشرة القتل أيضا فإنه يقول إذا كان القاتل من جملة العاقلة فعليه جزء من الدية ، فإن كان القاتل غيره فلا شيء عليه من الدية ، والمرأة تدخل في جملة العاقلة إذا كان القاتل غيرها ، ومن أصحابنا من يقول هي لا تدخل في [ ص: 121 ] جملة العاقلة ; لأن النصرة لا تقوم بها فأما إذا كانت هي المباشرة للقتل فعليها جزء من الدية ; لأن القاتل أحق من العواقل باعتبار مباشرته فإنه لما وجب على غير المباشر فعلى المباشر أولى أن يجب جزء منها فكذلك هاهنا وجوب جزء على المالك باعتبار أن التدبير في ملكه إليه وفي هذا : الرجل ، والمرأة سواء ، وكذلك إن كانت القرية لرجل من الطحاوي أهل الذمة فإنه تكرر عليه الأيمان وعليه الدية ; لأنه في تدبير ملكه كالمسلم ولو لم يدخل الذمي في القسامة ولا في الغرامة ; لأن كان الذمي نازلا في قبيلة من القبائل فوجد فيها قتيلا أهل الذمة لا يزاحمون المسلمين في التدبير في القبيلة ، والمحلة ، ولكنهم أتباع بمنزلة السكان مع الملاك ، أو بمنزلة النساء مع الرجال .