الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
وإذا وجد القتيل في نهر عظيم يجري الماء به فلا شيء فيه ; لأن مثل هذا النهر لا يد لأحد عليه فقهر الماء يمنع قهر غيره عليه ، فهو كالقتيل الموجود في المغارة في موضع لا حق لأحد فيه إلا أن [ ص: 118 ] يكون نهرا صغيرا لقوم معروفين ، فهو عليهم ; لأنه منسوب إليهم .

( ألا ترى ) أن التدبير في كريه وإجراء الماء فيه إليهم وهم أحق الناس بالانتفاع بمائه سقيا لأراضيهم فكان بمنزلة المحلة ، والفرق بين النهر العظيم ، والصغير ما بينا في الشفعة ، فهو نهر عظيم مثل الفرات وجيحون ، فإن كان إلى جانب الشاطئ محبسا ، فهو على أقرب القرى إليه ، والأرضين ، فعليهم القسامة ، والدية ; لأن الحبس إلى جانب الشاطئ كالملقى على الشاطئ والذين هم بقرب ذلك الموضع أخص بالتدبير فيه ; لأنهم يسقون الماء منه ويسوقون دوابهم إلى ذلك الموضع للسقي ، وإذا كانوا بالقرب من ذلك الموضع بحيث يسمعون صوت من وقف على ذلك الموضع ، فإن كانوا لا يسمعون ذلك فلا شيء عليهم فيه هكذا فسره الكرخي .

التالي السابق


الخدمات العلمية