ولما كان هذا النعيم العظيم المقيم يدعو إلى المعاشرة، بالقرينة العاطرة، بين أن ذلك حالهم اللازمة الظاهرة، من الخصال اللائقة الطاهرة، فقال: يتنازعون أي يشربون متجاذبين مجاذبة الملاعبة لفرط المحبة والسرور وتحلية المصاحبة فيها كأسا أي ولما كان في خمر الدنيا غوائل نفاها عنها فقال: خمرا من رقة حاشيتها تكاد أن لا ترى في كأسها. لا لغو أي سقط مما يضر ولا ينفع فيها [ ص: 18 ] أي في تنازعها ولا بسببها لأنها لا تذهب بعقولهم ولا يتكلمون إلا بالحسن الجميل ولا تأثيم أي ولا شيء فيها مما يلحق شرابها إثما ولا يسوغ نسبه.