فبأي آلاء ربكما أي [ ص: 186 ] النعم الغريبة البالغة في الحسن من المالك الملك المربي ببدائع التربية تكذبان أبنعمة اللمس من جهة اليسرى أم غيرها مما جعله مثالا لما ذكر من وصفهن من تشبيه شيء بشيئين لبلوغ الأمر في الحسن إلى حد لا يساويه فيه شيء واحد ليشبه به، فهو [كما] قيل: بيضاء في دعج صفراء في نعج كأنها فضة قد شابها ذهب، وقد جعل سبحانه الأشياء الشفافة مثلا لذلك وأنت ترى بعض الأجسام يكاد يرى فيه الوجه [بل في سواد العين أعظم غرة حيث يرى فيه الوجه] فإن السواد منشأ الظلام.