الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                  2544 وخروج الإمام إلى المواضع ليصلح بين الناس بأصحابه

                                                                                                                                                                                  التالي السابق


                                                                                                                                                                                  وخروج الإمام بالجر عطفا على قوله وقول الله ، وهو من بقية الترجمة ، قال المهلب : إنما يخرج الإمام ليصلح بين الناس إذا أشكل عليه أمرهم ، وتعذر ثبوت الحقيقة عنده فيهم ، فحينئذ يخرج إلى الطائفتين ويسمع من الفريقين ومن الرجل والمرأة ومن كافة الناس سماعا شافيا يدل على الحقيقة هذا قول عامة العلماء ، وكذلك ينهض الإمام على العقارات والأرضين التي يتشاح في قسمتها فيعاين ذلك ، وقال عطاء : لا يحل للإمام إذا تبين القضاء أن يصلح بين الخصوم ، وإنما يسعه ذلك في الأمور المشكلة ، وأما إذا استبانت الحجة لأحد الخصمين على الآخر وتبين للحاكم موضع الظالم على المظلوم فلا يسعه أن يحملها على الصلح وبه قال أبو عبيد ، وقال الشافعي : يأمرهما بالصلح ويؤخر الحكم بينهما يوما أو يومين ، وقال الكوفيون : إن طمع القاضي أن يصطلح الخصمان فلا بأس أن يرددهما ولا ينفذ الحكم بينهما لعلهما يصطلحان ولا يرددهم أكثر من مرة أو مرتين ، فإن لم يطمع أنفذ الحكم بينهما ، واحتجوا بما روي عن عمر رضي الله تعالى عنه أنه قال : رددوا الخصوم حتى يصطلحوا فإن فصل القضاء يحدث بين الناس الضغائن .




                                                                                                                                                                                  الخدمات العلمية