الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                  3247 يا يحيى خذ الكتاب بقوة ، إلى قوله: ويوم يبعث حيا

                                                                                                                                                                                  التالي السابق


                                                                                                                                                                                  أي اقرأ الآية إلى قوله: " ويوم يبعث حيا "، وهو: وآتيناه الحكم صبيا وحنانا من لدنا وزكاة وكان تقيا وبرا بوالديه ولم يكن جبارا عصيا وسلام عليه يوم ولد ويوم يموت ويوم يبعث حيا

                                                                                                                                                                                  قوله: يا يحيى ، التقدير: فوهبنا له يحيى، وقلنا له: يا يحيى، خذ الكتاب - أي: التوراة، وكان مأمورا بالتمسك بها.

                                                                                                                                                                                  قوله: الحكم ؛أي: الحكمة، وهي الفهم للتوراة والفقه في الدين. " صبيا "؛ أي: حال كونه صبيا، وعن ابن عباس عن النبي - صلى الله تعالى عليه وسلم - أنه سبع سنين، وعن قتادة ومقاتل ثلاث سنين، وكان ذلك معجزة له.

                                                                                                                                                                                  قوله: وحنانا ، قال الزجاج: وآتيناه حنانا، وقيل: وجعلناه حنانا لأهل زمانه أي: رحمة لأبويه وغيرهما وتعطفا وشفقة.

                                                                                                                                                                                  قوله: وزكاة ؛أي: زيادة في الخير على ما وصف، وقيل: طهارة من الذنوب، وقيل: عملا صالحا.

                                                                                                                                                                                  قوله: تقيا ؛يعني مسلما مخلصا مطيعا.

                                                                                                                                                                                  قوله: وبرا ؛أي: وبارا بوالديه لطيفا بهما محسنا إليهما، ولم يكن جبارا متكبرا.

                                                                                                                                                                                  قوله: عصيا ؛أي: عاصيا لربه.

                                                                                                                                                                                  قوله: وسلام عليه ؛أي: سلام من الله عليه في هذه الأيام، وإنما خص التسليم والسلام بهذه الأحوال لأنها أصعب الأوقات وأوحشها.




                                                                                                                                                                                  الخدمات العلمية