الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                  3325 25 - حدثني محمد بن بشار، حدثنا غندر، حدثنا شعبة، عن محمد بن أبي يعقوب قال: سمعت عبد الرحمن بن أبي بكرة، عن أبيه، أن الأقرع بن حابس قال للنبي صلى الله عليه وسلم: إنما بايعك سراق الحجيج من أسلم، وغفار، ومزينة - وأحسبه وجهينة، ابن أبي يعقوب شك - قال النبي صلى الله عليه وسلم: أرأيت إن كان أسلم، وغفار، ومزينة - وأحسبه وجهينة - خيرا من بني تميم، وبني عامر، وأسد، وغطفان، خابوا وخسروا، قال: نعم، قال: والذي نفسي بيده إنهم لخير منهم.

                                                                                                                                                                                  التالي السابق


                                                                                                                                                                                  هذا طريق آخر في الحديث المذكور، عن محمد بن بشار، عن غندر، وهو محمد بن جعفر، عن شعبة، عن محمد بن أبي يعقوب، وهو محمد بن عبد الله بن أبي يعقوب نسب إلى جده الضبي البصري من بني تميم.

                                                                                                                                                                                  قوله: " إنما بايعك "، بالباء الموحدة، وبعد الألف ياء آخر الحروف، ويروى تابعك بالتاء المثناة من فوق، وبعد الألف باء موحدة. قوله: " ابن أبي يعقوب شك "، هو مقول شعبة، أي: محمد بن أبي يعقوب المذكور هو الذي شك في قوله: وجهينة فظهر من هذا أن الرواية الأولى بلا شك، وأن ذلك ثابت في الخبر. قوله: " أرأيت "، أي: أخبرني، والخطاب للأقرع بن حابس. قوله: " إن كان أسلم "، خبر إن هو قوله: خابوا وخسروا، ولكن همزة الاستفهام فيه مقدرة تقديره: أخابوا وخسروا، كذا هو في رواية مسلم بهمزة الاستفهام. قوله: " قال: نعم "، أي: قال الأقرع: نعم، خابوا وخسروا. قوله: " قال "، أي: النبي صلى الله عليه وسلم: والذي نفسي بيده إنهم، أي: إن أسلم، وغفارا، ومزينة، وجهينة لخير منهم، أي: من بني تميم، وبني عامر، وأسد، وغطفان. قوله: " لخير منهم "، وفي رواية: " لأخير منهم " على وزن أفعل التفضيل، وهي لغة قليلة، والمشهور لخير، وكذا في رواية الترمذي، وفي رواية مسلم: والذي نفسي بيده إنهم خير منهم بدون لام التأكيد، ولفظ خير على أصله بدون نقله إلى أفعل التفضيل، ولم أر أحدا من شراح البخاري حرر هذا الموضع كما ينبغي، فمنهم من ترك حل التركيب أصلا وطاف من بعيد، ومنهم من كاد أن يخبط، فلله الحمد والمنة على ما اتضح لنا منه المراد.




                                                                                                                                                                                  الخدمات العلمية