الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                  3348 قال ابن عبيد الله: الحجلة من حجل الفرس الذي بين عينيه. قال إبراهيم بن حمزة: مثل زر الحجلة.

                                                                                                                                                                                  التالي السابق


                                                                                                                                                                                  ابن عبيد الله هو شيخه محمد بن عبيد الله المذكور آنفا، وأشار به إلى أنه فسر الحجلة التي وقع في هذا الحديث؛ لأن فيه: فنظرت إلى خاتمه بين كتفيه مثل زر الحجلة على ما يأتي في باب الدعاء للصبيان من كتاب الدعاء، (فإن قلت): لم تقع هذه اللفظة هنا في الحديث المذكور، فما وجه تفسيرها هاهنا. قلت: الظاهر أنه لما روى هذا الحديث عن شيخه محمد بن عبيد الله، وقع السؤال في المجلس عن كيفية الخاتم، فقال: هو - أعني - ابن عبيد الله أو غيره، وهو مثل زر الحجلة فسئل هو عن معنى الحجلة، فقال: من حجل الفرس الذي بين عينيه، وهذا هو الوجه في هذا، وليس مثل ما قال بعضهم، هكذا وقع، وكأنه سقط منه شيء؛ لأنه يبعد من شيخه محمد بن عبيد الله أن يفسر الحجلة، ولم يقع لها في سياقه ذكر، وكأنه كان فيه مثل زر الحجلة، ثم فسرها كذلك، انتهى.

                                                                                                                                                                                  قلت: قوله: كأنه سقط ليس موضع الشك؛ لأن هذه اللفظة موجودة في نفس حديث السائب بن يزيد، ولكنها ليست بمذكورة هاهنا، وهي مذكورة فيه في الطريق الآخر الذي أخرجه في كتاب الدعوات في باب الدعاء للصبيان فلا معنى لقوله: وكأنه كان فيه مثل زر الحجلة؛ لأنه لا محل للشك، والوجه فيه ما ذكرناه فافهم، ومع هذا تفسيره من حجل الفرس الذي بين عينيه بمعنى البياض، فيه نظر؛ لأن المعروف الذي بين عيني الفرس إنما هو غرة، والذي في قوائمه هو التحجيل، ولئن سلمنا أن يكون هذا التفسير صحيحا فليس له معنى إن أراد البياض؛ لأنه لا يبقى فائدة لذكر الزر. قوله: " وقال إبراهيم بن حمزة " هو أبو إسحاق الزبيري الأسدي المديني، وهو أيضا من مشايخ البخاري، روى عنه في غير موضع، مات سنة ثلاثين ومائتين، وأشار بهذا التعليق إلى أنه روى هذا الحديث كما رواه محمد بن عبيد الله المذكور، إلا أنه خالفه في هذه اللفظة، فقال: مثل زر الحجلة مثل ما وقع في نفس الحديث، وسيأتي عنه موصولا في كتاب الطب إن شاء الله تعالى، وقد أمعنا في هذا الباب الكلام في كتاب الطهارة فليرجع إليه هناك من أراد الوقوف عليه، والله أعلم.




                                                                                                                                                                                  الخدمات العلمية