الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                  3523 منهم أبو العاص بن الربيع.

                                                                                                                                                                                  التالي السابق


                                                                                                                                                                                  أي: من أصهار النبي صلى الله تعالى عليه وسلم أبو العاص، واسمه لقيط، مقسم بكسر الميم، وقيل: هشيم، ويلقب جرو البطحا ابن الربيع بن الربيعة بن عبد العزى بن عبد شمس بن عبد مناف، ويقال: بإسقاط الربيعة، وهو مشهور بكنيته، وأمه هالة بنت خويلد أخت خديجة، وكان ابن خالتها، وتزوج زينب بنت رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم قبل البعثة، وهي أكبر بنات رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم وقد أسر أبو العاص ببدر مع المشركين، وفدته زينب فشرط عليه النبي صلى الله عليه وسلم أن يرسلها إليه فوفى له بذلك، فهذا معنى قوله في آخر الحديث: ووعدني فوفى لي ثم أسر أبو العاص مرة أخرى فأجارته زينب فأسلم فردها النبي صلى الله عليه وسلم إلى نكاحه، وقال أبو عمر: وكان الذي أسر أبا العاص عبد الله بن جبير بن النعمان الأنصاري، فلما بعث أهل مكة في فداء أساراهم قدم في فداء أخوه عمرو بن الربيع بمال دفعته إليه زينب بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم من ذلك قلادة لها كانت لخديجة أمها قد أدخلتها بها على أبي العاص حين بنى عليها، ثم هاجرت زينب مسلمة وتركته على شركه، فلم يزل كذلك مقيما على الشرك حتى كان قبيل الفتح خرج بتجارة إلى الشام ومعه أموال من أموال قريش، فلما انصرف قافلا لقيته سرية لرسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم أميرهم زيد بن حارثة، وكان أبو العاص في جماعة عير قريش، وكان زيد في نحو سبعين ومائة راكب، فأخذوا ما في تلك العير من الثقل، وأسروا ناسا منهم، وأفلتهم أبو العاص هربا ثم أقبل من الليل حتى دخل على زينب فاستجار بها فأجارته، ودخل رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم على زينب، وقال: أكرمي مثواه ثم ردوا عليه ما أخذوا منه، فلم يفقد منه شيئا، فاحتمل إلى مكة فأدى إلى كل أحد ماله ثم خرج حتى قدم على رسول الله صلى الله عليه وسلم مسلما وحسن إسلامه، ورد رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم ابنته عليه فقيل: ردها عليه على النكاح الأول، قاله ابن عباس، وروي من حديث عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جده أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ردها عليه بنكاح جديد، وبه قال الشعبي، وولدت له أمامة التي كان النبي صلى الله تعالى عليه وسلم يحملها وهو يصلي، وولدت له أيضا ابنا اسمه علي كان في زمن النبي صلى الله تعالى عليه وسلم مراهقا، ويقال: إنه مات قبل وفاة النبي صلى الله تعالى عليه وسلم، واستشهد أبو العاص في وقعة اليمامة.




                                                                                                                                                                                  الخدمات العلمية