الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                  3607 306 - حدثني عمر بن محمد بن حسن، حدثنا أبي، حدثنا حفص، عن هشام، عن أبيه، عن عائشة رضي الله عنها قالت: ما غرت على أحد من نساء النبي -صلى الله عليه وسلم- ما غرت على خديجة، وما رأيتها ولكن كان النبي -صلى الله عليه وسلم- يكثر ذكرها، وربما ذبح الشاة ثم يقطعها أعضاء، ثم يبعثها في صدائق خديجة، فربما قلت له: كأنه لم يكن في الدنيا امرأة إلا خديجة، فيقول: إنها كانت وكانت، وكان لي منها ولد.

                                                                                                                                                                                  التالي السابق


                                                                                                                                                                                  هذا طريق آخر في حديث عائشة المذكور، أخرجه عن عمر بن محمد بن حسن المعروف بابن التل بفتح التاء المثناة من فوق وتشديد اللام الأسدي الكوفي، مات في شوال سنة خمسين ومائتين، يروي عن أبيه محمد بن حسن بن الزبير أبي جعفر الأسدي الكوفي، هو وابنه من أفراد البخاري، وهو يروي عن حفص بن غياث النخعي الكوفي قاضيها عن هشام بن عروة، عن أبيه عروة، عن عائشة رضي الله تعالى عنها، وهذا الإسناد نازل لأنه يروى عن حفص بن غياث بواسطة شخص، وهنا روي عنه بواسطة اثنين، وليس في البخاري لعمر إلا هذا الحديث وآخر في الزكاة وقد مر، وهو من صغار شيوخه.

                                                                                                                                                                                  والحديث أخرجه مسلم في فضل خديجة أيضا عن سهل بن عثمان، وأخرجه الترمذي في البر عن أبي هشام الرفاعي.

                                                                                                                                                                                  قوله: " وما رأيتها " جملة حالية، وفي رواية مسلم: " ولم أدركها " والمعنى: ما رأيتها عند النبي - صلى الله تعالى عليه وآله وسلم - ولا أدركتها عنده، ورؤيتها إياها كانت ممكنة وكذلك إدراكها إياها لأنها كانت عند موت خديجة بنت ست سنين ولكن نفيها الرؤية والإدراك بالقيد المذكور. قوله: " كأنه لم يكن "، وفي رواية الكشميهني: " كأن لم يكن " بحذف الهاء. قوله: " إنها كانت " أي: أن خديجة كانت وكانت أي: كانت فاضلة وكانت عاملة وكانت تقية ونحو ذلك. قوله: " وكان لي منها " أي: من خديجة ولد، وقد ذكرنا أن جميع أولاده من خديجة إلا ابنه إبراهيم فإنه من مارية القبطية. وقال النووي: وفي هذا الحديث ونحوه دلالة لحسن العهد، وحفظ الود، ورعاية حرمة الصاحب والمعاشر حيا وميتا، وإكرام معارف ذلك الصاحب.




                                                                                                                                                                                  الخدمات العلمية