الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                  3629 325 - حدثنا إسماعيل، حدثني أخي، عن سليمان بن بلال، عن يحيى بن سعيد، عن عبد الرحمن بن القاسم، عن القاسم بن محمد، عن عائشة رضي الله عنها قالت: كان لأبي بكر غلام يخرج له الخراج، وكان أبو بكر يأكل من خراجه، فجاء يوما بشيء فأكل منه أبو بكر فقال له الغلام: تدري ما هذا؟ فقال أبو بكر: وما هو؟ قال: كنت تكهنت لإنسان في الجاهلية وما أحسن الكهانة إلا أني خدعته، فلقيني فأعطاني بذلك فهذا الذي أكلت منه، فأدخل أبو بكر يده فقاء كل شيء في بطنه.

                                                                                                                                                                                  التالي السابق


                                                                                                                                                                                  مطابقته للترجمة في قوله " كنت تكهنت لإنسان في الجاهلية "، وإسماعيل هو ابن أبي أويس واسمه عبد الله المدني ابن أخت مالك بن أنس، وأخوه عبد الحميد يكنى أبا بكر المدني، وسليمان هو ابن بلال أبو أيوب القرشي التيمي المدني، ويحيى بن سعيد هو الأنصاري قاضي المدينة.

                                                                                                                                                                                  قوله: " يخرج " بضم الياء من الإخراج؛ أراد أنه يأتي له بما يكسبه من الخراج، وهو ما يقرره السيد على عبده من مال يدفعه إليه من كسبه. قوله: " كنت تكهنت " من الكهانة وهو إخبار عما سيكون من غير دليل شرعي، وكان هذا كثيرا في الجاهلية خصوصا قبل ظهور النبي -صلى الله عليه وسلم-. قوله: " وما أحسن " الواو فيه للحال. قوله: " فأعطاني بذلك " أي: بمقابلة ما تكهنت له. قوله: " فقاء " أي استفرغ كل ما أكل منه، وإنما قاء لأن حلوان الكاهن منهي عنه، والمحصل من المال بطريق الخديعة حرام، وقال ابن التين: والله تعالى وضع ما كان في الجاهلية ولو كان في الإسلام لغرم مثل ما أكل أو قيمته إن لم يكن مما يقضى فيه بالمثل.




                                                                                                                                                                                  الخدمات العلمية