الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                  4312 ويذكر عن ابن عباس حصرت ضاقت

                                                                                                                                                                                  التالي السابق


                                                                                                                                                                                  أشار به إلى تفسير حصرت في قوله تعالى حصرت صدورهم وفسره بقوله: "ضاقت" وهذا التعليق وصله ابن أبي حاتم في تفسيره عن حديث علي بن أبي طلحة عن ابن عباس، وحكى الفراء عن الحسن أنه قرأ (حصرت صدورهم) بالرفع، وقال بعضهم على هذا: خبر بعد خبر.

                                                                                                                                                                                  قلت: ليس كذلك بل هو خبر مبتدأ محذوف تقديره أو جاءوكم وهم حصرت صدورهم أي ضيقة منقبضة، وقرئ: "حصرات صدوهم وحاصرات" وقال الزمخشري: وجعله المبرد صفة المحذوف، أي: أو جاءوكم قوما حصرت صدورهم، وروى ابن أبي حاتم من طريق مجاهد أنها نزلت في هلال بن عويمر الأسلمي، وكان بينه وبين المسلمين عهد، وقصده ناس من قومه، فكره أن يقاتل المسلمين، وكره أن يقاتل قومه.

                                                                                                                                                                                  وفي تفسير ابن كثير، وهؤلاء قوم من المستثنين من الأمر بقتالهم، وهم الذين يجيئون إلى المصاف، وهم حصرت صدورهم مبغضين أن يقاتلوكم، ولا يهون عليهم أيضا أن يقاتلوهم معكم، بل هم لا لكم ولا عليكم.




                                                                                                                                                                                  الخدمات العلمية