الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                  507 9 - (حدثنا عمرو بن زرارة، قال: أخبرنا عبد الواحد بن واصل أبو عبيدة الحداد، عن عثمان بن أبي رواد، أخي عبد العزيز قال: سمعت الزهري يقول: دخلت على أنس بن مالك بدمشق وهو يبكي، فقلت: ما يبكيك؟ فقال: لا أعرف شيئا مما أدركت إلا هذه الصلاة، وهذه الصلاة قد ضيعت).

                                                                                                                                                                                  التالي السابق


                                                                                                                                                                                  مطابقته للترجمة في قوله " ضيعت " وهذه المطابقة أظهر من مطابقة الحديث السابق إلا في الرواية بالضاد المعجمة.

                                                                                                                                                                                  (ذكر رجاله) وهم خمسة: الأول عمرو بن زرارة، مر في باب قدر كم ينبغي أن يكون بين المصلي.

                                                                                                                                                                                  الثاني: عبد الواحد السدوسي البصري، مات سنة تسع ومائة.

                                                                                                                                                                                  الثالث: عثمان بن أبي رواد بفتح الراء وتشديد الواو وبالدال المهملة، واسمه ميمون.

                                                                                                                                                                                  الرابع: محمد بن مسلم بن شهاب الزهري .

                                                                                                                                                                                  الخامس: أنس بن مالك.

                                                                                                                                                                                  (ذكر لطائف إسناده): فيه التحديث بصيغة الجمع في موضع، وفيه الإخبار بصيغة الجمع في موضع، وفيه العنعنة، وفيه القول في خمسة مواضع، وفيه أن رواته ما بين نيسابوري، وخراساني، وبصري، ومدني، وفيه أخو عبد العزيز في رواية الأكثرين: أي هو أخو عبد العزيز، وفي رواية الكشميهني أخي عبد العزيز بدلا من عثمان .

                                                                                                                                                                                  (ذكر معناه) قوله: " بدمشق" بكسر الدال المهملة، وفتح الميم بعدها شين معجمة ساكنة، وزعم الكلبي في كتاب أسماء البلدان تأليفه إنما سميت بذلك؛ لأنه بناها دماشق بن قاني بن مالك بن أرفخشد بن سام بن نوح عليه الصلاة والسلام، وقال أهل الأثر: سميت بدماشق بن نمرود بن كنعان وهو الذي بناها، وكان مع إبراهيم عليه الصلاة والسلام، كان دفعه نمرود إليه بعد أن نجاه الله تعالى من النار، وعن إسحاق بن أيوب: الشيطان الذي بناها كان اسمه: جيرون، وكان من بناء سليمان عليه السلام، وقال ابن عساكر: قيل إن نوحا عليه الصلاة والسلام اختطها. وقيل: بناها العازر واسمه دمشق غلام ابن إبراهيم عليه الصلاة والسلام، وكان حبشيا وهبه له نمرود. وقيل: إن الذي بناها بيوراسف، وعن البكري عن الحسن بن أحمد الهمداني نزل جيرون بن سعد بن عاد دمشق وبنى مدينتها، فسميت باسمه جيرون، قال: وهي إرم ذات العماد، ويقال: إن بها أربعمائة ألف عمود من حجارة، وقال أهل اللغة: اشتقاق دمشق من قولهم: ناقة دمشق اللحم: إذا كانت خفيفة اللحم، والدمشقة: الخفة.

                                                                                                                                                                                  قوله: " وهو يبكي " جملة اسمية وقعت حالا من أنس، وكان قدوم أنس دمشق في إمارة الحجاج على العراق، قدمها شاكيا من الحجاج للخليفة، وكان الخليفة إذ ذاك الوليد بن عبد الملك بن مروان. قوله: " مما أدركت ": أي في عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قوله: " إلا هذه الصلاة " بالنصب لا غير، سواء جعلته استثناء أو بدلا من قوله: " شيئا " قوله: " وهذه الصلاة قد ضيعت " جملة اسمية وقعت حالا من الصلاة.




                                                                                                                                                                                  الخدمات العلمية