الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                  691 (وقال عقبة بن عبيد، عن بشير بن يسار قدم علينا أنس بن مالك المدينة بهذا).

                                                                                                                                                                                  التالي السابق


                                                                                                                                                                                  عقبة بضم العين المهملة، وسكون القاف أخو سعيد بن عبيد راوي الإسناد الذي قبله، وليس للبخاري عن عقبة إلا هذا المعلق، ويكنى عقبة بأبي الرحال بفتح الراء، وتشديد الحاء المهملة، وقد وصل هذا المعلق أبو نعيم الحافظ، عن أبي بكر بن مالك، عن عبد الله بن أحمد، عن أبيه قال: حدثنا أبو معاوية، ويحيى بن سعيد قالا: حدثنا عقبة بن عبيد، فذكره.

                                                                                                                                                                                  ووصله أحمد أيضا في مسنده، عن يحيى القطان، عن عقبة بن عبيد الطائي، حدثني بشير بن يسار، قال: " جاء أنس إلى المدينة، فقلنا: ما أنكرت منا من عهد رسول الله - صلى الله تعالى عليه وآله وسلم - قال: ما أنكرت منكم شيئا غير أنكم لا تقيمون الصفوف "، وهذه المقدمة لأنس غير المقدمة التي تقدم ذكرها في باب وقت العصر، فإن ظاهر الحديث فيها أنه أنكر تأخير الظهر إلى أول وقت العصر، وهذا الإنكار أيضا غير الإنكار الذي تقدم ذكره في باب تضييع الصلاة عن وقتها، حيث قال: لا أعرف شيئا مما كان [ ص: 259 ] على عهد النبي - صلى الله عليه وسلم - إلا الصلاة، وقد ضيعت، فإن ذلك كان بالشام، وهذا بالمدينة، فإن قلت: ما فائدة ذكر هذا المعلق، وما الفرق بين الطريقين؟

                                                                                                                                                                                  (قلت): الجواب عن الأول أن البخاري أراد بذكر الطريق الثاني بيان سماع بشير بن يسار له، عن أنس رضي الله تعالى عنه، وعن الثاني: أنه في الأول روى عن أنس وفي الثاني ما روى عنه، بل شاهد بنفسه الحال.




                                                                                                                                                                                  الخدمات العلمية