الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                  5579 134 - حدثنا إسحاق بن نصر، حدثنا يحيى بن آدم، حدثنا إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن عبد الرحمن بن الأسود، عن أبيه، عن عائشة قالت: كنت أطيب النبي - صلى الله عليه وسلم - بأطيب ما يجد، حتى أجد وبيص الطيب في رأسه ولحيته.

                                                                                                                                                                                  التالي السابق


                                                                                                                                                                                  مطابقته للترجمة ظاهرة.

                                                                                                                                                                                  وإسحاق بن نصر هو إسحاق بن إبراهيم بن نصر السعدي البخاري، وكان ينزل بالمدينة بباب بني سعد، ويحيى بن آدم بن سليمان الكوفي صاحب الثوري، وإسرائيل هو ابن يونس بن أبي إسحاق، يروي عن جده أبي إسحاق عمرو بن عبد الله السبيعي، وعبد الرحمن بن الأسود يروي عن أبيه الأسود بن يزيد النخعي، والحديث أخرجه مسلم في الحج عن محمد بن عبد الله بن نمير وغيره، وأخرجه النسائي فيه عن عبدة بن عبد الله عن يحيى بن آدم.

                                                                                                                                                                                  قوله: " بأطيب ما يجد"؛ أي: ما يجد النبي صلى الله عليه وسلم، ويروى: " بأطيب ما نجد"، بنون المتكلم مع الغير.

                                                                                                                                                                                  قوله: " حتى أجد" بفتح الهمزة وكسر الجيم ونصب الدال، بتقدير: أن أجد.

                                                                                                                                                                                  قوله: " وبيص الطيب" بفتح الواو وكسر الباء الموحدة وبالصاد المهملة، وهو البريق واللمعان.

                                                                                                                                                                                  وفي قوله: " في رأسه ولحيته" دليل على أن مواضع الطيب من الرجال تخالف مواضعه من النساء؛ وذلك أن عائشة رضي الله تعالى عنها ذكرت أنها كانت تجعل الطيب في رأس رسول الله - صلى الله تعالى عليه وسلم - ولحيته، فدل ذلك على أنها كانت تجعل الطيب في شعره لا في وجهه، بخلاف طيب النساء; لأنهن يطيبن وجوههن ويتزين بذلك، بخلاف الرجال؛ فإن طيب الرجال في وجوههم لا يشرع؛ لمنعهم من التشبه بالنساء، وجميع أنواع الزينة بالحلي والطيب ونحو ذلك جائز لهن ما لم يغيرن شيئا من خلقهن.




                                                                                                                                                                                  الخدمات العلمية