الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                  5500 وقال جرير عن يزيد في حديثه: القسية ثياب مضلعة يجاء بها من مصر، فيها الحرير، والميثرة جلود السباع. قال أبو عبد الله: عاصم أكثر وأصح في الميثرة.

                                                                                                                                                                                  التالي السابق


                                                                                                                                                                                  اختلف الشراح في جرير هذا وفي شيخه، فقال الكرماني: جرير هذا، بالجيم، هو ابن حازم المذكور آنفا، يعني المذكور في سند الحديث الذي مضى قبل هذا الباب، وهو قوله: " حدثنا وهب بن جرير، حدثنا أبي " وأبوه هو جرير بن حازم، بالحاء المهملة والزاي، وقال بعضهم: هو جرير بن عبد الحميد. وأما شيخه فضبطه الحافظ الدمياطي رحمه الله بخط يده على حاشية نسخته بضم الباء [ ص: 16 ] الموحدة وفتح الراء، وهو بريد بن عبد الله بن أبي موسى الأشعري، وضبطه الحافظ المزي في (تهذيبه) بالياء آخر الحروف، وقال: إنه يزيد بن أبي زياد القرشي. وذكر أن البخاري روى له معلقا. وروى له في رفع اليدين والأدب. وروى له مسلم مقرونا بغيره، وأن أحمد وابن معين ضعفاه، وأن العجلي قال: هو جائز الحديث، وأنه كان بآخره يلقن، وقال الكرماني: ويزيد، من الزيادة، ابن رومان، بضم الراء وسكون الواو وبالميم والنون، مولى آل الزبير بن العوام. ونسب بعضهم الوهم إلى الدمياطي في ضبطه " بريد" بالباء الموحدة، ورد على الكرماني في ضبطه جرير بن حازم، وفي ضبط شيخه بأنه يزيد بن رومان، وادعى أن جريرا هو ابن عبد الحميد، وأن شيخه هو يزيد بن أبي زياد، واعتمد فيما قاله على حديث وصله إبراهيم الحربي في (غريب الحديث) له عن عثمان بن أبي شيبة، عن جرير بن عبد الحميد، عن يزيد بن أبي زياد، عن الحسن بن سهل قال: القسية ثياب مضلعة، الحديث. قلت: كل من الحافظين المذكورين صاحب ضبط وإتقان، فلا يظن فيهما إلا أنهما حررا هذا الموضع كما ينبغي. وأما الكرماني; فإنه أيضا لم يقل ما ذكره من عند رأيه، ولم يكن إلا وقف على نسخة معتمدة أو على كتاب من هذا الفن، ومع هذا الاحتمال باق في الكل، والله أعلم.

                                                                                                                                                                                  قوله: " والميثرة جلود السباع " هذا لا يوجد إلا في بعض نسخ البخاري، وقال النووي: تفسير الميثرة بالجلود قول باطل مخالف للمشهور الذي أطبق عليه أهل الحديث، وقال الكرماني: جلود السباع لم تكن منهية، وأجاب بقوله: إما أن يكون فيها الحرير، وإما أن يكون من جهة إسراف فيها، وإما لأنها من زي المترفين، وكان كفار العجم يستعملونها.

                                                                                                                                                                                  قوله: " قال أبو عبد الله" هو البخاري نفسه.

                                                                                                                                                                                  قوله: " عاصم أكثر"؛ أي: رواية عاصم بن كليب المذكور أكثر طرقا وأصح من رواية يزيد المذكور، وهذا - أعني قوله: وقال أبو عبد الله إلى آخره - لم يقع في رواية أبي ذر، ولا في رواية النسفي.




                                                                                                                                                                                  الخدمات العلمية