الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                  وقال الليث: حدثني ابن أبي مليكة، عن المسور بن مخرمة أن أباه مخرمة قال له: يا بني، [ ص: 29 ] إنه بلغني أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قدمت عليه أقبية فهو يقسمها، فاذهب بنا إليه، فذهبنا، فوجدنا النبي - صلى الله عليه وسلم - في منزله، فقال لي: يا بني، ادع لي النبي صلى الله عليه وسلم، فأعظمت ذلك فقلت: أدعو لك رسول الله صلى الله عليه وسلم؟! فقال: يا بني، إنه ليس بجبار، فدعوته، فخرج وعليه قباء من ديباج مزرر بالذهب، فقال: يا مخرمة، هذا خبأناه لك، فأعطاه إياه.

                                                                                                                                                                                  التالي السابق


                                                                                                                                                                                  مطابقته للترجمة في قوله: " من ديباج مزرر من ذهب" وقد أخرجه عن الليث معلقا; لأنه لم يدرك عصره، وقد تقدم موصولا عن قريب في باب القباء وفروج حرير، عن قتيبة بن سعيد، عن الليث، ومضى الكلام فيه هناك.

                                                                                                                                                                                  قوله: " يا بني"، وفي رواية الكشميهني قال له.

                                                                                                                                                                                  قوله: " فأعظمت ذلك"؛ أي: قوله: " ادع لي النبي صلى الله تعالى عليه وسلم"؛ لأن مقامه - صلى الله تعالى عليه وسلم - لا يقتضي ذلك.

                                                                                                                                                                                  قوله: " فقلت: أدعو لك رسول الله - صلى الله تعالى عليه وسلم" قال ذلك لأبيه على وجه الإنكار، فلما قال مخرمة: " إنه"؛ أي: إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم، " ليس بجبار" دعاه، فخرج والحال أن عليه قباء.. إلى آخره، وبقية الكلام مرت هناك.




                                                                                                                                                                                  الخدمات العلمية