الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                  5549 وكان ابن عمر يحفي شاربه حتى ينظر إلى بياض الجلد، ويأخذ هذين، يعني بين الشارب واللحية.

                                                                                                                                                                                  التالي السابق


                                                                                                                                                                                  كذا وقع بلفظ: " ابن عمر" يعني عبد الله بن عمر، هذا في رواية أبي ذر والنسفي، وعليها العمدة، ووقع في رواية الباقين: " وكان عمر" يعني ابن الخطاب، وخطؤوا هذه الرواية.

                                                                                                                                                                                  وهذا التعليق وصله الطحاوي من خمس طرق؛ الأول: عن أبي داود، حدثنا أحمد بن عبد الله بن يونس قال: حدثنا عاصم بن محمد، عن أبيه، عن ابن عمر أنه كان يحفي شاربه حتى يرى بياض الجلد. وفي لفظ: " يحفي شاربه كأنه ينتفه"، وفي لفظ من حديث عقبة بن مسلم:" قال: ما رأيت أحدا أشد إحفاء لشاربه من ابن عمر; كان يحفيه حتى إن الجلد ليرى".

                                                                                                                                                                                  قوله: " يحفي" من الإحفاء، بالحاء المهملة والفاء، يقال: أحفى شعره؛ إذا استأصله حتى يصير كالحلق، ولكون إحفاء الشارب أفضل من قصه، عبر الطحاوي بقوله: باب حلق الشارب.

                                                                                                                                                                                  قوله: " ويأخذ هذين"، ويروى: " ويأخذ من هذين" يعني بين الشارب واللحية، وقوله: " بين" كذا هو لجميع الرواة إلا أن عياضا ذكر [ ص: 44 ] أن محمد بن أبي صفرة رواه بلفظ: " من" التي للتبعيض، والأول هو العمدة، وقال الكرماني: هذين، يعني طرفي الشفتين اللذين هما بين الشارب واللحية وملتقاهما، كما هو العادة عند قص الشارب في أن ينظف الزاويتان أيضا من الشعر، ويحتمل أن يراد بهما طرفا العنفقة.




                                                                                                                                                                                  الخدمات العلمية