الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.
اختيار هذا الخط
الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.
587 9 - حدثنا معاذ بن فضالة قال: حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=17235هشام، عن nindex.php?page=showalam&ids=17298يحيى، عن nindex.php?page=showalam&ids=16900محمد بن إبراهيم بن الحارث قال: حدثني nindex.php?page=showalam&ids=16745عيسى بن طلحة أنه سمع nindex.php?page=showalam&ids=33معاوية يوما nindex.php?page=treesubj&link=22714فقال مثله إلى قوله: وأشهد أن محمدا رسول الله.
[ ص: 119 ] مطابقته للترجمة من حيث إنه يوضح الإبهام في قوله: nindex.php?page=treesubj&link=22714 (ما يقول إذا سمع المؤذن) وقد قلنا إنه أبهم الترجمة لاحتمالها الوجهين، فحديث nindex.php?page=showalam&ids=44أبي سعيد أوضح الوجه الأول، وحديث معاوية هذا أوضح الوجه الثاني.
(ذكر رجاله) وهم ستة: الأول: معاذ بن فضالة بضم الميم وفتح الفاء تقدم ذكره. الثاني: nindex.php?page=showalam&ids=17235هشام الدستوائي . الثالث: nindex.php?page=showalam&ids=17298يحيى بن أبي كثير . الرابع: محمد بن إبراهيم بن الحارث المدني مضى ذكره في باب الصلاة الخمس كفارة. الخامس: nindex.php?page=showalam&ids=16745عيسى بن طلحة بن عبيد الله التيمي القرشي من أفاضل أهل المدينة مات في زمن nindex.php?page=showalam&ids=16673عمر بن عبد العزيز . السادس: nindex.php?page=showalam&ids=33معاوية بن أبي سفيان .
(ذكر لطائف إسناده) فيه التحديث بصيغة الجمع في موضعين، وبصيغة الإفراد في موضع، وفيه العنعنة في موضعين، وفيه السماع، وفيه القول في موضعين، وفيه أن رواته ما بين بصري وأهوازي ويماني ومدني.
وأخرجه nindex.php?page=showalam&ids=15397النسائي في اليوم والليلة، عن محمود بن خالد، عن nindex.php?page=showalam&ids=15500الوليد بن مسلم، عن nindex.php?page=showalam&ids=13760الأوزاعي، عن nindex.php?page=showalam&ids=17298يحيى بن أبي كثير به ولم يذكر الزيادة.
(ذكر معناه) قوله: ( فقال مثله ) أي: مثل ما يقول المؤذن ويروى بمثله، وهاهنا سأل الكرماني سؤالين: الأول: أن السماع لا يقع إلا على الذوات إلا إذا وصف بالقول ونحوه كقوله تعالى: nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=193سمعنا مناديا ينادي للإيمان وأجاب بأن القول مقدر أي: سمع معاوية قال يوما، ولفظ فقال مفسر لقال المقدر، ومثل هذه الفاء تسمى بالفاء التفسيرية، والثاني: كلمة إلى للغاية وحكم ما بعدها خلاف ما قبلها، ويلزم أن لا يقول في أشهد أن محمدا رسول الله مثله، وأجاب بأن إلى هاهنا بمعنى المعية كقوله تعالى: nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=2ولا تأكلوا أموالهم إلى أموالكم سلمنا أنها بمعنى الانتهاء لكن حكمها متفاوت فقد لا تدخل الغاية تحت المغيا قال صاحب الحاوي: الإقرار بقوله من واحد إلى عشرة إقرار بتسعة وقد تدخل، قال nindex.php?page=showalam&ids=14345الرافعي : هو إقرار بالعشرة وعليه الجمهور سلمنا وجوب المخالفة بين ما بعدها وما قبلها لكن لا نسلم وجوبها بين نفس الغاية وما قبلها كما يقال ما بعد المرفق حكم مخالف لحكم ما قبله لا نفس المرفق ففي مسألتنا تجب مخالفة حكم الحيعلة لما قبلها لا حكم الشهادة بالرسالة قلت: الأصل في المسألة المذكورة عند nindex.php?page=showalam&ids=11990أبي حنيفة أنه لا يدخل الابتداء ولا يدخل الانتهاء وعند nindex.php?page=showalam&ids=14954أبي يوسف ومحمد يدخلان جميعا، وعند nindex.php?page=showalam&ids=15922زفر لا يدخلان جميعا فالذي يلزمه عند nindex.php?page=showalam&ids=11990أبي حنيفة تسعة، وعندهما عشرة، وعند nindex.php?page=showalam&ids=15922زفر ثمانية.
(ذكر ما يستفاد منه) المستفاد من حديث معاوية في هذا الباب أن يقول السامع من المؤذن مثل ما يقول المؤذن إلا في الحيعلتين واختصر nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري حديث معاوية هاهنا، وقد روى حديثه بألفاظ مختلفة، ولهذا قال nindex.php?page=showalam&ids=13332أبو عمر : حديث معاوية في هذا الباب مضطرب الألفاظ، بيان ذلك أنه روى مثل ما يقول طائفة وهو أن يقول مثل ما يقول المؤذن من أول الأذان إلى آخره، روي هذا عن nindex.php?page=showalam&ids=14695الطحاوي، حدثنا محمد بن خزيمة قال: حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=13748محمد بن عبد الله الأنصاري قال: حدثنا محمد بن عمرو الليثي، عن أبيه، عن جده قال: (كنا عند معاوية فأذن المؤذن فقال معاوية : سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: إذا سمعتم المؤذن يؤذن فقولوا مثل مقالته ) أو كما قال وروى عنه (مثل ما يقول) طائفة أخرى وهو أن يقول مثل ما يقول المؤذن في كل شيء إلا قوله: (حي على الصلاة، حي على الفلاح) فإنه يقول فيهما: لا حول ولا قوة إلا بالله، ثم يتم الأذان وهو رواية nindex.php?page=showalam&ids=14687الطبراني في الكبير حدثنا معاذ بن المثنى قال: حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=17072مسدد حدثنا يحيى، عن محمد بن عمرو، عن أبيه، عن جده قال: (أذن المؤذن عند معاوية فقال: الله أكبر الله أكبر قال معاوية : الله أكبر الله أكبر فقال أشهد أن لا إله إلا الله قال: أشهد أن لا إله إلا الله فقال: أشهد أن محمدا رسول الله قال: أشهد أن محمدا رسول الله فقال: حي على الصلاة، قال: لا حول ولا قوة إلا بالله فقال: حي على الفلاح، قال: لا حول ولا قوة إلا بالله فقال: الله أكبر الله أكبر قال معاوية : الله أكبر الله أكبر ثم قال: هكذا سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم ) وروي عنه مثل ما يقول طائفة أخرى وهو أن يقول مثل ما يقول المؤذن في التشهد والتكبير دون سائر الألفاظ وهو رواية nindex.php?page=showalam&ids=16360عبد الرزاق في مصنفه، عن nindex.php?page=showalam&ids=16008ابن عيينة، عن مجمع الأنصاري أنه سمع nindex.php?page=showalam&ids=131أبا أمامة بن سهل بن حنيف حين سمع المؤذن كبر وتشهد بما تشهد به ثم قال: هكذا nindex.php?page=hadith&LINKID=666931حدثنا معاوية أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول كما يقول المؤذن فإذا قال: أشهد أن محمدا رسول الله فقال: وأنا أشهد ثم سكت وروى عنه مثل ما يقول طائفة أخرى، وهو أن يقول مثل ما يقول المؤذن حتى يبلغ حي على الصلاة حي على الفلاح فيقول: لا حول ولا قوة إلا بالله بدل كل منهما مرتين على حسب ما يقول المؤذن ثم لا يزيد على ذلك، وليس عليه أن يختم الأذان وهو رواية nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري [ ص: 120 ] عن معاذ بن فضالة المذكور في هذا الباب إلخ.
ثم مذاهب العلماء في ذلك فقال nindex.php?page=showalam&ids=12354النخعي nindex.php?page=showalam&ids=13790والشافعي nindex.php?page=showalam&ids=12251وأحمد في رواية، nindex.php?page=showalam&ids=16867ومالك في رواية ينبغي لمن سمع الأذان أن يقول كما يقول المؤذن حتى يفرغ من أذانه وهو مذهب أهل الظاهر أيضا، وقال nindex.php?page=showalam&ids=16004الثوري، nindex.php?page=showalam&ids=11990وأبو حنيفة، nindex.php?page=showalam&ids=14954وأبو يوسف، ومحمد nindex.php?page=showalam&ids=12251وأحمد في الأصح، nindex.php?page=showalam&ids=16867ومالك في رواية: يقول سامع الأذان مثل ما يقول المؤذن إلا في الحيعلتين فإنه يقول فيهما: لا حول ولا قوة إلا بالله، واحتجوا بما رواه nindex.php?page=showalam&ids=17080مسلم حدثني nindex.php?page=showalam&ids=15106إسحاق بن منصور قال: أخبرنا أبو جعفر محمد بن جهضم الثقفي قال: حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=12430إسماعيل بن جعفر، عن عمارة بن غزية، عن حبيب بن عبد الله بن إساف، عن nindex.php?page=showalam&ids=15728حفص بن عاصم بن عمر بن الخطاب، عن أبيه، عن جده nindex.php?page=showalam&ids=2عمر بن الخطاب قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: nindex.php?page=hadith&LINKID=657586إذا قال المؤذن الله أكبر الله أكبر فقال أحدكم: الله أكبر الله أكبر، ثم قال: أشهد أن لا إله إلا الله فقال: أشهد أن لا إله إلا الله ثم قال: أشهد أن محمدا رسول الله فقال: أشهد أن محمدا رسول الله ثم قال: حي على الصلاة فقال: لا حول ولا قوة إلا بالله ثم قال: حي على الفلاح، فقال: لا حول ولا قوة إلا بالله ثم قال: الله أكبر الله أكبر، فقال: الله أكبر الله أكبر ثم قال: لا إله إلا الله فقال: لا إله إلا الله من قلبه دخل الجنة، ورواه nindex.php?page=showalam&ids=11998أبو داود nindex.php?page=showalam&ids=15397والنسائي nindex.php?page=showalam&ids=14695والطحاوي قوله: (من قلبه) أي: قال ذلك خالصا من قلبه؛ لأن الأصل في القول والفعل الإخلاص.