الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                  5642 17 - حدثنا خالد بن مخلد، حدثنا سليمان، حدثنا عبد الله بن دينار، عن أبي صالح، عن أبي هريرة رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إن الرحم شجنة من الرحمن، فقال الله: من وصلك وصلته، ومن قطعك قطعته.

                                                                                                                                                                                  التالي السابق


                                                                                                                                                                                  مطابقته للترجمة ظاهرة.

                                                                                                                                                                                  وخالد بن مخلد، بفتح الميم واللام، وسليمان هو ابن بلال أبو أيوب، ويقال: أبو محمد القرشي التيمي، مولى عبد الله بن أبي عتيق، واسمه محمد بن عبد الرحمن بن أبي بكر الصديق، وأبو صالح ذكوان السمان، والحديث من أفراده.

                                                                                                                                                                                  قوله: " شجنة" بكسر الشين المعجمة وسكون الجيم بعدها نون، وجاء بضم أوله وبفتحه رواية ولغة، وأصل الشجنة: عروق الشجر المشتبكة. قوله: " من الرحمن"؛ أي: أخذ اسمها من هذا الاسم كما في حديث عبد الرحمن بن عوف، سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " قال الله: أنا الله وأنا الرحمن، خلقت الرحم وشققت لها من اسمي، من وصلها وصلته، ومن قطعها بتته" رواه أبو داود والترمذي. وروى الطبراني من حديث عبد الله بن عامر بن ربيعة، عن أبيه، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " قال الله تعالى: الرحم شجنة مني؛ فمن وصلها وصلته، ومن قطعها قطعته" والمعنى أنها أثر من آثار الرحمة مشتبكة بها، فالقاطع لها منقطع من رحمة الله. وقال الإسماعيلي: معنى الحديث أن الرحم مشتق اسمها من اسم الرحمن، فلها به علقة، وليس معناه أنها من ذات الله تعالى، تعالى الله عن ذلك.




                                                                                                                                                                                  الخدمات العلمية