الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.
اختيار هذا الخط
الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.
5665 41 - حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=12180أبو نعيم، حدثنا زكرياء، عن nindex.php?page=showalam&ids=14577عامر قال: سمعته يقول: سمعت nindex.php?page=showalam&ids=114النعمان بن بشير يقول: nindex.php?page=hadith&LINKID=655552قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: nindex.php?page=treesubj&link=32477_28683_32485ترى المؤمنين في تراحمهم وتوادهم وتعاطفهم كمثل الجسد إذا اشتكى عضوا تداعى له سائر جسده بالسهر والحمى.
nindex.php?page=showalam&ids=12180وأبو نعيم الفضل بن دكين. وزكرياء هو ابن أبي زائدة. nindex.php?page=showalam&ids=14577وعامر هو الشعبي. nindex.php?page=showalam&ids=114والنعمان بن بشير بن [ ص: 107 ] سعد الأنصاري. والحديث أخرجه nindex.php?page=showalam&ids=17080مسلم أيضا في الأدب عن nindex.php?page=showalam&ids=13608محمد بن عبد الله بن نمير وغيره. nindex.php?page=treesubj&link=34079قوله: " في تراحمهم" من باب التفاعل الذي يستدعي اشتراك الجماعة في أصل الفعل. قوله: " وتوادهم" أصله: تواددهم، فأدغمت الدال في الدال، من المودة، وهي المحبة. قوله: " وتعاطفهم" كذلك من باب التفاعل أيضا، قيل: هذه الألفاظ الثلاثة متقاربة في المعنى لكن بينها فرق لطيف؛ أما التراحم فالمراد به أن nindex.php?page=treesubj&link=18561_18562يرحم بعضهم بعضا بأخوة الإيمان لا بسبب شيء آخر. وأما التوادد فالمراد به التواصل الجالب للمحبة؛ كالتزاور والتهادي. وأما التعاطف فالمراد به إعانة بعضهم بعضا؛كما يعطف طرف الثوب عليه ليقويه. قوله: " كمثل الجسد"؛ أي: بالنسبة إلى جميع أعضائه، ووجه التشبيه التوافق في التعب والراحة. قوله: " تداعى"؛ أي: دعا بعضه بعضا إلى المشاركة في الألم، ومنه قولهم: تداعت الحيطان؛ أي: تساقطت أو كادت أن تتساقط. قوله: " بالسهر والحمى"؛ أما السهر فلأن الألم يمنع النوم، وأما الحمى فلأن فقد النوم يثيرها. وقال الكرماني: الحمى حرارة غريبة تشتعل في القلب وتنبث منه في جميع البدن فيشتعل اشتعالا مضرا بالأفعال الطبيعية، وفيه تعظيم حقوق المسلمين والحض على معاونتهم وملاطفة بعضهم بعضا.