الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                  5673 49 - حدثنا عبد الله بن يوسف، حدثنا الليث، قال: حدثني سعيد المقبري، عن أبي شريح العدوي، قال: سمعت أذناي، وأبصرت عيناي حين تكلم النبي صلى الله عليه وسلم فقال: من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم جاره، ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم ضيفه جائزته، قال: وما جائزته يا رسول الله؟ قال: يوم وليلة، والضيافة ثلاثة أيام، فما كان وراء ذلك فهو صدقة عليه، ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرا أو ليصمت.

                                                                                                                                                                                  التالي السابق


                                                                                                                                                                                  مطابقته للترجمة ظاهرة.

                                                                                                                                                                                  ورجاله كلهم قد ذكروا عن قريب.

                                                                                                                                                                                  والحديث أخرجه البخاري أيضا في الرقاق عن أبي الوليد عن الليث، وأخرجه مسلم في الأحكام عن قتيبة، عن الليث به مختصرا، وعن أبي بكر بن أبي شيبة وغيره. وأخرجه أبو داود في الأطعمة عن القعنبي، عن مالك بقصة الضيف مطولة، وأخرجه الترمذي في البر عن قتيبة به، ولم يذكر قصة الجار. وعن ابن أبي عمر بقصة الضيافة. وأخرجه النسائي في الرقاق عن قتيبة ببعضه، وأخرجه عن غيره أيضا. وأخرجه ابن ماجه في الأدب عن أبي بكر بن أبي شيبة بتمامه، وعن ابن عجلان بقصة الضيافة خاصة.

                                                                                                                                                                                  قوله: " سمعت أذناي" فائدة ذكره التوكيد. قوله: " جائزته" هي العطاء، مشتقة من الجواز؛ لأنه حق جوازه عليهم، وانتصابه بأنه مفعول ثان للإكرام؛ لأنه في معنى الإعطاء، أو هو كالظرف، أو منصوب بنزع الخافض؛ أي: بجائزته. قوله: " قال: يوم وليلة"؛ أي: جائزته يوم وليلة، وجواز وقوع الزمان خبرا عن الجثة باعتبار أن له حكم الظرف، وأما "فيه" مضاف مقدر تقديره: أي زمان جائزته يوم وليلة. وقال الخطابي: معناه أنه يتكلف له يوما وليلة، فيزيده في البر، وفي اليومين الآخرين يقدم له ما يحضره، فإذا مضى الثلاث فقد مضى حقه، وما زاد عليها فهو صدقة. قوله: " والضيافة ثلاثة أيام" يحتمل أن يريد به بعد اليوم الأول، ويحتمل أن يدخل فيه اليوم والليلة، وهو أشبه. وقال الهروي في قوله: " والضيافة ثلاثة أيام، فما كان وراء ذلك فهو صدقة عليه"؛ أي: يقرى ثلاثة أيام، ثم يعطى ما يجوز فيه مسافة يوم وليلة، قال: وأكثره قدر ما يجوز به المسافر من منهل إلى منهل، وقال سحنون: الضيافة على أهل القرى دون الحضر. وقال الشافعي: مطلقا، وهي من مكارم الأخلاق. وعن مجاهد: الضيافة ليلة واحدة فرض. قوله: " أو ليصمت" بضم الميم وكسرها.




                                                                                                                                                                                  الخدمات العلمية