الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                  5776 151 - حدثنا أبو النعمان، حدثنا حماد بن زيد، عن الأزرق بن قيس قال: كنا على شاطئ نهر بالأهواز قد نضب عنه الماء، فجاء أبو برزة الأسلمي على فرس فصلى، وخلى فرسه، فانطلقت الفرس فترك صلاته وتبعها حتى أدركها، فأخذها، ثم جاء فقضى صلاته، وفينا رجل له رأي، فأقبل يقول: انظروا إلى هذا الشيخ؛ ترك صلاته من أجل فرس! فأقبل فقال: ما عنفني أحد منذ فارقت رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقال: إن منزلي متراخ؛ فلو صليت وتركت لم آت أهلي إلى الليل، وذكر أنه صحب النبي صلى الله عليه وسلم فرأى من تيسيره.

                                                                                                                                                                                  التالي السابق


                                                                                                                                                                                  مطابقته للترجمة تؤخذ من معنى الحديث، ومن قوله: " فرأى من تيسيره"؛ أي: رأى من التسهيل ما حمله على ذلك; إذ لا يجوز له أن يفعله من تلقاء نفسه دون أن يشاهد مثله من النبي صلى الله تعالى عليه وسلم.

                                                                                                                                                                                  وأبو النعمان محمد بن الفضل السدوسي، الذي يقال له: عارم، مات سنة أربع وعشرين ومائتين. والأزرق بن قيس الحارثي البصري. وأبو برزة، بفتح الباء الموحدة وسكون الراء وبالزاي، نضلة، بفتح النون وسكون الضاد المعجمة، ابن عبيد بن الحارث الأسلمي، بفتح الهمزة واللام، سكن البصرة، وسمع النبي صلى الله تعالى عليه وسلم.

                                                                                                                                                                                  والحديث مضى في أواخر كتاب الصلاة في باب: إذا انفلتت الدابة في الصلاة؛ فإنه أخرجه هناك عن آدم، عن شعبة، عن الأزرق بن قيس إلى آخره، ومضى الكلام فيه.

                                                                                                                                                                                  قوله: " بالأهواز" بفتح الهمزة وسكون الهاء وبالواو وبالزاي؛ موضع بخورستان بين العراق وفارس. قوله: " نضب" بفتح النون والضاد المعجمة وبالباء الموحدة؛ أي: غاب وذهب في الأرض. قوله: " وتبعها"، ويروى: " واتبعها". قوله: " فقضى صلاته"؛ أي: أداها، والقضاء يأتي بمعنى الأداء؛ كما في قوله تعالى: فإذا قضيت الصلاة أي: فإذا أديت. قوله: " وفينا رجل" كان هذا الرجل يرى رأي الخوارج. قوله: " متراخ" بالخاء المعجمة؛ أي: متباعد. قوله: " وتركت"؛ أي: الفرس، ويروى: " وتركتها"، والفرس يقع على الذكر والأنثى، لكن لفظه مؤنث سماعي. قوله: " فرأى من تيسيره"؛ أي: من تيسير النبي صلى الله عليه وسلم، وقد مر تفسيره عن قريب.




                                                                                                                                                                                  الخدمات العلمية