الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                  5784 قال أبو عبد الله: يقال هو زور، وهؤلاء زور، وضيف، ومعناه: أضيافه وزواره; لأنها مصدر مثل: قوم رضا وعدل، ويقال: ماء غور، وبئر غور، وماءان غور، ومياه غور، ويقال: الغور الغائر؛ لا تناله الدلاء، كل شيء غرت فيه فهو مغارة، تزاور تميل من الزور، والأزور الأميل.

                                                                                                                                                                                  التالي السابق


                                                                                                                                                                                  أبو عبد الله هو البخاري نفسه. وقوله: " هذا" إلى قوله: " ومياه غور" إنما ثبت في رواية أبي ذر عن المستملي والكشميهني فقط. قوله: " يقال: هو زور" أراد به أن لفظ زور يطلق على الواحد والجمع، يقال: هو الزور، للواحد، وهؤلاء القوم زور، للجمع، والحاصل: أن لفظ زور مصدر وضع موضع الاسم؛ كصوم بمعنى الصائم، ونوم بمعنى نائم، وقد يكون جمع زائر كركب جمع راكب. قوله: " ومعناه"؛ أي: معنى هؤلاء زور: هؤلاء أضيافه وزواره، بضم الزاي وتشديد الواو، وهو جمع زائر.

                                                                                                                                                                                  قوله: " لأنها مصدر مثل: قوم" المثلية بينهما في إطلاق زور على زوار؛ كإطلاق لفظ قوم على جماعة، وليست المثلية في المصدرية; لأن لفظ "قوم" اسم وليس بمصدر، بخلاف لفظ زور؛ فإنه في الأصل مصدر. قوله: " رضا وعدل": يعني يقال: قوم رضا بمعنى: مرضيون، وقوم عدل بمعنى: عدول، وتوصيفه بالمفرد باعتبار اللفظ; لأنه مفرد، وفي المعنى جمع. قوله: " ويقال: ماء غور" بفتح الغين المعجمة وسكون الواو وبالراء، ومعناه: غائر؛ أي: الذاهب إلى أسفل أرضه، يقال: غار الماء يغور غؤورا وغورا، والغور في الأصل مصدر؛ فلذلك يقال: ماء غور، وماءان، ومياه غور. قوله: " ويقال: الغور الغائر"؛ أي: الذاهب بحيث " لا تناله الدلاء"، وهكذا فسره أبو عبيدة. قوله: " كل شيء غرت فيه"؛ أي: ذهبت فيه، يسمى " مغارة"، ويسمى: غارا، وكهفا، وإنما قال: " فهي" بالتأنيث؛ نظرا للمغارة. قوله: " تزاور" أشار به إلى قوله تعالى في قصة أصحاب الكهف: وترى الشمس إذا طلعت تزاور عن كهفهم تفسيرها أي: تميل، وهو من الزور، بفتح الواو، بمعنى الميل، والأزور هو أفعل أخذ منه بمعنى الأميل، وتزاور أصله: تتزاور، فأدغمت إحدى التاءين في الزاي.




                                                                                                                                                                                  الخدمات العلمية