الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.
اختيار هذا الخط
الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.
5802 177 - حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=16527عبيد الله بن موسى، أخبرنا nindex.php?page=showalam&ids=15776حنظلة، عن nindex.php?page=showalam&ids=15959سالم، عن nindex.php?page=showalam&ids=12ابن عمر رضي الله عنهما، nindex.php?page=hadith&LINKID=655688عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: nindex.php?page=treesubj&link=18942لأن يمتلئ جوف أحدكم قيحا، خير له من أن يمتلئ شعرا.
مطابقته للترجمة تؤخذ من معناه; لأن nindex.php?page=treesubj&link=24659امتلاء الجوف بالشعر كناية عن كثرة الاشتغال به حتى يكون وقته مستغرقا به، فلا يتفرغ لذكر الله عز وجل، ولا لقراءة القرآن، وتحصيل العلم، وهذا هو المذموم، وفيه إشارة إلى أن ذكر الله تعالى، وقراءة القرآن، والاشتغال بالعلم إذا كانت غالبة عليه فلا يدخل تحت هذا الذم.
وعبيد الله بن موسى هو أبو محمد العبسي الكوفي. وحنظلة، بفتح الحاء المهملة وسكون النون وفتح الظاء المعجمة وباللام، ابن أبي سفيان الجمحي القرشي، من أهل مكة، واسم أبي سفيان الأسود. وسالم هو ابن عبد الله بن عمر، يروي عن أبيه.
والحديث أخرجه nindex.php?page=showalam&ids=14695الطحاوي، حدثنا يونس قال: حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=16472ابن وهب قال: سمعت حنظلة قال: سمعت nindex.php?page=showalam&ids=15959سالم بن عبد الله يقول: سمعت nindex.php?page=showalam&ids=12عبد الله بن عمر يحدث عن رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم مثله، وهذا السند أقوى من سند nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري على ما لا يخفى. ويونس هو ابن عبد الأعلى الصدفي المصري، شيخ nindex.php?page=showalam&ids=17080مسلم، nindex.php?page=showalam&ids=15397والنسائي، nindex.php?page=showalam&ids=13478وابن ماجه.
nindex.php?page=treesubj&link=34079قوله: " لأن يمتلئ" اللام فيه للتأكيد، و"أن" مصدرية، وهو في محل الرفع على الابتداء، وخبره هو قوله: " خير له". قوله: " قيحا" نصب على التمييز، وهو الصديد الذي يسيل من الدمل والجرح، ويقال: هو المدة التي لا يخالطها الدم، وروى nindex.php?page=showalam&ids=14695الطحاوي أيضا بإسناده، عن nindex.php?page=showalam&ids=146عمرو بن حريث، عن nindex.php?page=showalam&ids=2عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه، عن رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم قال: " nindex.php?page=hadith&LINKID=655688لأن يمتلئ جوف أحدكم قيحا، خير له من أن يمتلئ شعرا".
وأخرجه nindex.php?page=showalam&ids=13863البزار، ثم قال: وهذا الحديث قد رواه غير واحد عن إسماعيل، عن nindex.php?page=showalam&ids=146عمرو بن حريث، عن nindex.php?page=showalam&ids=2عمر رضي الله تعالى عنه موقوفا، ولا نعلم أحدا أسنده إلا خلاد عن سفيان، وأخرجه nindex.php?page=showalam&ids=12508ابن أبي شيبة أيضا موقوفا، وأخرج nindex.php?page=showalam&ids=14695الطحاوي أيضا بإسناده من حديث nindex.php?page=showalam&ids=16964محمد بن سعد، عن أبيه قال: " قال رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم: " nindex.php?page=hadith&LINKID=690652لأن يمتلئ جوف أحدكم قيحا حتى يريه، خير له من أن يمتلئ شعرا"، وأخرجه nindex.php?page=showalam&ids=17080مسلم أيضا، وروى nindex.php?page=showalam&ids=14695الطحاوي أيضا، عن nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة على ما نذكره عن قريب، وروى أيضا من حديث nindex.php?page=showalam&ids=6201عوف بن مالك قال: " nindex.php?page=hadith&LINKID=941148سمعت رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم يقول: لأن يمتلئ جوف أحدكم من عانته إلى لهاته قيحا يتخضخض، خير له من أن يمتلئ شعرا".
ولما أخرج nindex.php?page=showalam&ids=13948الترمذي حديث nindex.php?page=showalam&ids=37سعد بن أبي وقاص رضي الله تعالى عنه قال: وفي الباب عن أبي سعيد، nindex.php?page=showalam&ids=4وأبي الدرداء، قلت: حديث nindex.php?page=showalam&ids=44أبي سعيد الخدري أخرجه nindex.php?page=showalam&ids=17080مسلم، قال: " nindex.php?page=hadith&LINKID=661201بينما نحن نسير مع رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم بالعرج، إذ عرض علينا شاعر ينشد؛ فقال رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم: احذروا الشيطان، أو أمسكوا الشيطان; لأن يمتلئ جوف رجل قيحا، خير له من أن يمتلئ شعرا" وحديث nindex.php?page=showalam&ids=4أبي الدرداء أخرجه nindex.php?page=showalam&ids=14687الطبراني من حديث nindex.php?page=showalam&ids=15802خالد بن معدان، عن nindex.php?page=showalam&ids=4أبي الدرداء قال: [ ص: 189 ] قال رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم: " nindex.php?page=hadith&LINKID=655688لأن يمتلئ جوف أحدكم قيحا، خير له من أن يمتلئ شعرا"، ولما أخرج nindex.php?page=showalam&ids=14695الطحاوي الأحاديث المذكورة قال: فكره قوم رواية الشعر، واحتجوا بهذه الآثار. قلت: أراد بالقوم هؤلاء: nindex.php?page=showalam&ids=17073مسروقا، nindex.php?page=showalam&ids=12354وإبراهيم النخعي، nindex.php?page=showalam&ids=15959وسالم بن عبد الله، nindex.php?page=showalam&ids=14102والحسن البصري، وعمرو بن شعيب؛ فإنهم قالوا: يكره رواية الشعر وإنشاده، واحتجوا في ذلك بهذه الأحاديث المذكورة.
وروى ذلك عن nindex.php?page=showalam&ids=2عمر بن الخطاب، وابنه عبد الله، nindex.php?page=showalam&ids=37وسعد بن أبي وقاص، nindex.php?page=showalam&ids=10وعبد الله بن مسعود رضي الله تعالى عنهم، ثم قال nindex.php?page=showalam&ids=14695الطحاوي: وخالفهم في ذلك آخرون؛ فقالوا: لا بأس برواية الشعر الذي لا قذع فيه.
قلت: أراد بالآخرين: nindex.php?page=showalam&ids=14577الشعبي، وعامر بن سعد، nindex.php?page=showalam&ids=16972ومحمد بن سيرين، nindex.php?page=showalam&ids=15990وسعيد بن المسيب، والقاسم، nindex.php?page=showalam&ids=16004والثوري، nindex.php?page=showalam&ids=13760والأوزاعي، nindex.php?page=showalam&ids=11990وأبا حنيفة، nindex.php?page=showalam&ids=16867ومالكا، nindex.php?page=showalam&ids=13790والشافعي، nindex.php?page=showalam&ids=12251وأحمد، nindex.php?page=showalam&ids=14954وأبا يوسف، ومحمدا، nindex.php?page=showalam&ids=12418وإسحاق بن راهويه، وأبا ثور، وأبا عبيد؛ فإنهم قالوا: لا بأس برواية الشعر الذي ليس فيه هجاء، ولا نكت عرض أحد من المسلمين، ولا فحش.
وروي ذلك عن nindex.php?page=showalam&ids=1أبي بكر الصديق، nindex.php?page=showalam&ids=8وعلي بن أبي طالب، nindex.php?page=showalam&ids=48والبراء بن عازب، nindex.php?page=showalam&ids=9وأنس بن مالك، nindex.php?page=showalam&ids=11وعبد الله بن عباس، وعمرو بن العاص، nindex.php?page=showalam&ids=16414وعبد الله بن الزبير، nindex.php?page=showalam&ids=33ومعاوية بن أبي سفيان، وعمران بن الحصين، والأسود بن سريع، nindex.php?page=showalam&ids=25وعائشة أم المؤمنين رضي الله تعالى عنهم أجمعين. قوله: " لا قذع فيه" بفتح القاف وسكون الذال المعجمة وبعين مهملة؛ وهو الفحش والخنى، ثم أجاب nindex.php?page=showalam&ids=14695الطحاوي عن الأحاديث المذكورة بما ملخصه: " قيل nindex.php?page=showalam&ids=25لعائشة: إن nindex.php?page=showalam&ids=3أبا هريرة يقول: لأن يمتلئ جوف أحدكم قيحا خير له من أن يمتلئ شعرا؟ فقالت nindex.php?page=showalam&ids=25عائشة: يرحم الله nindex.php?page=showalam&ids=3أبا هريرة، حفظ أول الحديث ولم يحفظ آخره: " إن المشركين كانوا يهاجون رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم، فقال: لأن يمتلئ جوف أحدكم قيحا خير له من أن يمتلئ شعرا من مهاجاة رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم".
وقوله: " جوف أحدكم" ظاهره الجوف مطلقا بما فيه من القلب وغيره، ويحتمل أن يراد به القلب خاصة، وهذا هو الأظهر; لأن القلب إذا وصل إليه شيء منه، وإن كان يسيرا فإنه يموت لا محالة، بخلاف غير القلب؛ وقوله: " شعرا" ظاهره العموم، لكنه مخصوص بما لم يكن مدحا لرسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم، وما يشتمل على الذكر والزهد، وسائر المواعظ مما لا إفراط فيه.