5854 229 - حدثنا أخبرنا أبو اليمان، عن شعيب، وحدثنا الزهري، قال: حدثني إسماعيل، أخي، عن عن سليمان، محمد بن أبي عتيق، عن عن ابن شهاب، أن عروة بن الزبير رضي الله عنهما أخبره أسامة بن زيد وأسامة وراءه، يعود في سعد بن عبادة بني الحارث بن الخزرج قبل وقعة بدر، فسارا حتى مرا بمجلس فيه عبد الله بن أبي ابن سلول، وذلك قبل أن يسلم عبد الله بن أبي، فإذا في المجلس أخلاط من المسلمين، والمشركين عبدة الأوثان، واليهود، وفي المسلمين فلما غشيت المجلس عجاجة الدابة خمر عبد الله بن رواحة، ابن أبي أنفه بردائه، وقال: لا تغبروا علينا، فسلم رسول الله صلى الله عليه وسلم عليهم، ثم وقف، فنزل فدعاهم إلى الله، وقرأ عليهم القرآن، فقال له عبد الله بن أبي ابن سلول: أيها المرء لا أحسن مما تقول إن كان حقا، فلا تؤذنا به في مجالسنا، فمن جاءك فاقصص عليه. قال بلى يا رسول الله، فاغشنا به في مجالسنا، فإنا نحب ذلك؛ فاستب المسلمون والمشركون عبد الله بن رواحة: واليهود حتى كادوا يتثاورون، فلم يزل رسول الله صلى الله عليه وسلم يخفضهم حتى سكتوا، ثم ركب رسول الله صلى الله عليه وسلم دابته، فسار حتى دخل على فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: سعد بن عبادة، سعد، ألم تسمع ما قال أبو حباب؟ يريد أي عبد الله بن أبي، قال: كذا وكذا، فقال أي رسول الله، بأبي أنت اعف عنه واصفح، فوالذي أنزل عليك الكتاب، لقد جاء الله بالحق الذي أنزل عليك، ولقد اصطلح أهل هذه البحرة على أن يتوجوه ويعصبوه بالعصابة، فلما رد الله ذلك بالحق الذي أعطاك شرق بذلك، فذلك الذي فعل به ما رأيت، فعفا عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه يعفون عن المشركين سعد بن عبادة: وأهل الكتاب كما [ ص: 217 ] أمرهم الله، ويصبرون على الأذى؛ قال الله تعالى: ولتسمعن من الذين أوتوا الكتاب الآية، وقال: ود كثير من أهل الكتاب فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يتأول في العفو عنهم ما أمره الله به حتى أذن له فيهم، فلما غزا رسول الله صلى الله عليه وسلم بدرا فقتل الله بها من قتل من صناديد الكفار وسادة قريش، فقفل رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه منصورين غانمين معهم أسارى من صناديد الكفار وسادة قريش، قال ابن أبي ابن سلول ومن معه من المشركين عبدة الأوثان: هذا أمر قد توجه، فبايعوا رسول الله صلى الله عليه وسلم على الإسلام، فأسلموا. أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ركب على حمار عليه قطيفة فدكية