الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                  677 98 - حدثنا علي بن عبد الله، قال: حدثنا يزيد بن زريع، قال: حدثنا سعيد، قال: حدثنا قتادة أن أنس بن مالك حدثه أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: إني لأدخل في الصلاة وأنا أريد إطالتها، فأسمع بكاء الصبي فأتجوز في صلاتي مما أعلم من شدة وجد أمه من بكائه.

                                                                                                                                                                                  التالي السابق


                                                                                                                                                                                  هذا طريق آخر من حديث أنس عن علي بن عبد الله بن جعفر. أبو الحسن، يقال له: ابن المديني، عن يزيد بن زريع بضم الزاي، وفتح الراء عن سعيد بن أبي عروبة عن قتادة .

                                                                                                                                                                                  وفيه التحديث بصيغة الجمع في أربعة مواضع، وبصيغة الإفراد في موضع واحد، وفيه القول في أربعة مواضع: ورواته كلهم بصريون.

                                                                                                                                                                                  وأخرجه مسلم في الصلاة أيضا عن محمد بن المنهال عن يزيد بن زريع، وأخرجه ابن ماجه فيه عن نصر بن علي عن عبد الأعلى بن عبد الأعلى .

                                                                                                                                                                                  قوله: ( مما أعلم ) كلمة ما مصدرية، ويجوز أن تكون موصولة، والعائد محذوفا. قوله: ( وجد أمه ) الوجد الحزن، قال ابن سيده: وجد الرجل وجدا ووجدا، كلاهما عن اللحياني حزن، وفي (الفصيح): ووجدت في الحزن وجدا، ومضارعه يجد، وحكى القزاز عن الفراء يجد يعني بضم الجيم، وفي (المطالع) من موجدة أمه أي من حبها إياه وحزنها لبكائه، قال: وقد روي من وجد أمه، قال بعضهم: وكان ذكر الأم خرج مخرج الغالب وإلا فمن كان في معناها يلتحق بها، وفيه نظر لأن غير الأم ليس كالأم في الموجدة، ويفهم من قوله: ( وأنا أريد إطالتها ) أن من قصد في الصلاة الإتيان بشيء لا يجب عليه الوفاء به، بل يستحب خلافا لأشهب، فإنه قال: من نوى التطوع قائما ليس له أن يتمه جالسا.




                                                                                                                                                                                  الخدمات العلمية