الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
صفحة جزء
2675 - "إن كنت صائما بعد شهر رمضان؛ فصم المحرم ؛ فإنه شهر الله؛ فيه يوم تاب فيه على قوم؛ ويتوب فيه على آخرين"؛ (ت)؛ عن علي ؛ (ح) .

التالي السابق


(إن كنت صائما) ؛ شهرا بعد شهر (رمضان) ؛ الذي هو الفرض؛ (فصم) ؛ ندبا؛ (المحرم؛ فإنه شهر الله) ؛ قال الزين العراقي : هذا كالتعليل لاستحباب صومه؛ بكونه شهر الله ؛ لا ما علله به القرطبي وابن دحية لكونه فاتحة السنة؛ وتفضيل الأشخاص والأزمنة والأمكنة - حيث ورد - لا يعلل؛ إلا إن ورد تعليله في كتاب؛ أو سنة؛ (فيه يوم تاب) ؛ الله؛ (فيه على قوم) ؛ قال العراقي : يحتمل أنه تتمة للعلة؛ للأمر بصيامه؛ أي: فإنه كذا وكذا؛ ويحتمل الاستئناف؛ وأنه لا تعلق له بالأمر بالصوم؛ وقوله: (ويتوب فيه على آخرين) ؛ هذا من الإخبار بالغيب المستقبل؛ قال: والظاهر أن هذا اليوم المبهم يوم عاشوراء؛ ففي حديث أبي هريرة أنه يوم تاب الله فيه على آدم ؛ لكن فيه ضرار بن عمرو ؛ ضعفه ابن معين ؛ وغيره؛ وقد ورد أيضا أنه تاب فيه على قوم يونس ؛ روى أبو الشيخ ؛ في فضائل الأعمال؛ أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "إن نوحا هبط من السفينة يوم عاشوراء؛ فصامه نوح ؛ وأمر من معه بصيامه؛ شكرا لله (تعالى)؛ وفيه تاب الله على آدم ؛ وعلى أمة يونس ؛ وفيه فلق البحر لبني إسرائيل ؛ وفيه ولد إبراهيم ؛ وعيسى " ؛ قال: وفيه عثمان بن مطر ؛ منكر الحديث؛ وقال وهب : أوحى الله إلى موسى - عليه السلام - أن: "مر قومك أن يتوبوا إلي في عشر المحرم؛ فإذا كان في اليوم العاشر فليخرجوا إلي؛ أغفر لهم" ؛ قال ابن رجب : هذا الحديث حث على التوبة فيه؛ وأنه أرجى لقبول التوبة ؛ انتهى.

(ت؛ عن علي ) ؛ أمير المؤمنين ؛ قال: قال رجل: يا رسول الله؛ أي شهر تأمرني أن أصوم بعد رمضان ؛ فذكره؛ قال الترمذي : حسن؛ غريب؛ قال الزين العراقي : تفرد بإخراجه الترمذي ؛ وقد أورده ابن عدي ؛ في الكامل؛ في ترجمة عبد الله الواسطي ؛ ونقل تضعيف الأئمة له أحمد بن حنبل ؛ وابن معين ؛ والبخاري والنسائي ؛ انتهى؛ وما ذكره من تفرد الترمذي به لعله من حديث علي ؛ وإلا فقد أخرجه النسائي من حديث أبي هريرة ؛ قال: جاء أعرابي بأرنب شواها؛ فوضعها بين يديه؛ فأمسك رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؛ فلم يأكل؛ وأمر القوم أن يأكلوا؛ فأمسك الأعرابي؛ فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "ما يمنعك أن تأكل؟"؛ قال: إني أصوم من كل شهر ثلاثة أيام ؛ فذكره.




الخدمات العلمية