الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
صفحة جزء
4100 - "خيركم خيركم لأهله؛ وأنا خيركم لأهلي" ؛ (ت)؛ عن عائشة ؛ (هـ)؛ عن ابن عباس ؛ (طب)؛ عن معاوية ؛ (صح) .

التالي السابق


(خيركم) ؛ أي: من خيركم؛ (خيركم لأهله) ؛ أي: لعياله؛ وأقاربه؛ قال ابن الأثير : هو إشارة إلى صلة الرحم؛ والحث عليها ؛ بل قال القفال : يقال: "خير الأشياء كذا"؛ ولا يراد به أنه خير من جميع الوجوه في جميع الأحوال والأشخاص؛ بل في حال [ ص: 496 ] دون حال؛ أو نحوه؛ (وأنا خيركم لأهلي) ؛ فأنا خيركم مطلقا؛ وكان أحسن الناس عشرة لهم؛ حتى إنه كان يرسل بنات الأنصار لعائشة يلعبن معها؛ وكانت إذا وهبت شيئا لا محذور فيه تابعها عليه؛ وإذا شربت شرب من موضع فمها؛ ويقبلها وهو صائم؛ وأراها الحبشة وهم يلعبون في المسجد وهي متكئة على منكبه؛ وسابقها في السفر مرتين؛ فسبقها؛ وسبقته؛ ثم قال: "هذه بتلك"؛ وتدافعا في خروجهما من المنزل مرة؛ وفي الصحيح أن نساءه كن يراجعنه الحديث؛ وتهجره الواحدة منهن يوما إلى الليل؛ ودفعته إحداهن في صدره؛ فزجرتها أمها؛ فقال لها: "دعيها؛ فإنهن يصنعن أكثر من ذلك"؛ كذا في الإحياء؛ وجرى بينه وبين عائشة كلام؛ حتى أدخل بينهما أبا بكر ؛ حكما؛ كما في خبر الطبراني ؛ وقالت له عائشة مرة في كلام غضبت عنده: "وأنت الذي تزعم أنك نبي الله؟!"؛ فتبسم ؛ كما في خبر أبي يعلى ؛ وأبي الشيخ ؛ عنها.

(ت) ؛ في المناقب؛ (عن عائشة ؛ هـ؛ عن ابن عباس ؛ طب؛ عن معاوية ) ؛ وصححه الترمذي ؛ وظاهر كلام المصنف أن هذا هو الحديث بتمامه؛ بل بقيته عند الترمذي - كما في الفردوس وغيره -: "وإذا مات صاحبكم فدعوه؛ ولا تقعوا فيه" .




الخدمات العلمية