الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
صفحة جزء
2796 - "أوصيكم بالجار" ؛ الخرائطي ؛ في مكارم الأخلاق؛ عن أبي أمامة ؛ (ح) .

التالي السابق


(أوصيكم بالجار) ؛ أي: بالإحسان إليه؛ وكف صنوف الأذى والضرر عنه؛ وإكرامه بسائر الممكن؛ من وجوه الإكرام؛ لما له من الحق المؤكد الذي ما يزال جبريل - عليه السلام - يؤكد فيه؛ حتى كاد يورثه؛ قال بعض العارفين: احفظ حق الجوار؛ والجار؛ وقدم الأقرب دارا؛ وتفقدهم بما أنعم الله به عليك ؛ فإنك مسؤول؛ وادفع عنهم الضرر؛ وأردف عليهم الإحسان؛ وما سمي جارا لك إلا لميلك بالإحسان له؛ ودفع الضرر عنه؛ وميله لك بذلك؛ من "جار"؛ إذا مال؛ إذ الجور: الميل؛ فمن جعله من الميل إلى الباطل؛ الذي هو الجور؛ عرفا؛ فهو كمن يسمي اللديغ "سليما"؛ في القبض؛ وإن كان الجار من أهل الجور؛ أي: الميل إلى الباطل؛ بكفر؛ أو فسق؛ فلا يمنعك ذلك من رعاية حقه؛ قيل: نزل جراد بفناء شريف من العرب؛ فخرج أهل الحي ليأكلوه؛ فسمع أصواتهم؛ فخرج من خبائه؛ وقال: ما تبغون؟ قالوا: جارك الجراد؛ فقال: إذ سميتموه جاري؛ لأقاتلنكم عنه؛ فقاتلهم؛ حتى دفع عنه؛ لكونهم سموه "جارا".

( الخرائطي ؛ في) ؛ كتاب؛ (مكارم الأخلاق؛ عن أبي أمامة ) ؛ الباهلي ؛ قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهو على ناقته الجذعاء؛ في حجة الوداع؛ يقول: "أوصيكم بالجار"؛ حتى أكثر؛ فقلنا: إنه سيورثه؛ انتهى؛ وظاهر صنيع المصنف أنه لم يره لأشهر من الخرائطي ؛ وهو غفلة؛ فقد رواه الطبراني باللفظ المزبور؛ عن أبي أمامة المذكور؛ قال المنذري والهيثمي : وإسناده جيد.




الخدمات العلمية