الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
صفحة جزء
3007 - "أيما راع استرعي رعية؛ فلم يحطها بالأمانة والنصيحة ؛ ضاقت عليه رحمة الله (تعالى) التي وسعت كل شيء"؛ (خط)؛ عن عبد الرحمن بن سمرة ؛ (ض) .

التالي السابق


(أيما راع استرعي رعية) ؛ أي: طلب منه أن يكون راعي جماعة؛ أي: أميرهم؛ (فلم يحطها) ؛ أي: لم يحفظها؛ يقال: "حاطه؛ يحوطه؛ حوطا؛ وحياطة"؛ إذا حفظه؛ وصانه؛ وذب عنه؛ (بالأمانة والنصيحة) ؛ أي: بإرادة الخير والصلاح؛ (ضاقت عليه رحمة الله التي وسعت كل شيء) ؛ يعني أنه يبعد عن منازل الأبرار؛ ويساق مع العصاة إلى النار؛ فإذا طهر من دنسه؛ شمله الغفران؛ وصلح إلى جوار الرحمن؛ قال العارف ابن عربي : فالحاكم خليفة الله ؛ فإن غفل بلهوه وشأنه؛ وشارك رعيته فيما هم فيه من فنون اللذات؛ وميل الشهوات؛ ولم ينظر في أحوال من أمر النظر في أحواله من رعاياه؛ فقد عزل نفسه عن الخلافة بفعله؛ ورمت به المرتبة؛ وبقي عليه السؤال من الله؛ والوبال؛ والخيبة؛ وفقد الرياسة والسيادة؛ وحرمه الله خيرها؛ وندم حيث لا ينفعه الندم.

(خط؛ عن عبد الرحمن بن سمرة ) ؛ ابن حبيب العبسي .




الخدمات العلمية