الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
صفحة جزء
3048 - "الأرض كلها مسجد؛ إلا الحمام؛ والمقبرة" ؛ (حم د ت هـ حب ك)؛ عن أبي سعيد .

التالي السابق


( الأرض كلها مسجد) ؛ أي: محل للسجود؛ (إلا الحمام؛ والمقبرة ) ؛ فإنهما غير محل للصلاة فيهما؛ تنزيها؛ وتصح ما لم تتبين نجاسة محل منها للصلاة؛ كما لو نبشت المقبرة؛ هذا ما عليه الشافعية ؛ وأخذ أحمد بظاهره فأبطل الصلاة فيهما مطلقا؛ ومنع بأن التأكيد بـ "كل"؛ ينفي المجاز؛ فدل على الصحة فيهما عند التحرز من النجاسة؛ قال ابن حجر - رحمه الله -: وهذا الحديث يعارضه عموم الخبر المتفق عليه: "وجعلت الأرض طيبة؛ وطهورا؛ ومسجدا" ؛ قال الرافعي : واحتج بهذا بعض أصحابنا على أنه لو قال: "جعلت هذه الأرض مسجدا"؛ لا تصير وقفا مسجدا بمجرد هذا اللفظ.

(حم د ت هـ حب ك) ؛ كلهم في الصلاة؛ وكذا البزار ؛ (عن أبي سعيد ) ؛ الخدري ؛ قال الترمذي : حديث فيه اضطراب؛ وتبعه عبد الحق ؛ وضعفه جمع؛ قال النووي - رحمه الله -: والذي ضعفوه أتقن من الحاكم الذي صححه؛ وقال ابن حجر في تخريج الشرح: هو حديث مضطرب؛ وقال في تخريج المختصر: رجاله ثقات؛ لكن اختلف في وصله وإرساله؛ وحكم مع ذلك بصحته الحاكم ؛ وقال في تخريج الهداية: قال الترمذي : فيه اضطراب؛ أرسله سفيان ؛ ووصله حماد ؛ واختلف فيه علي بن إسحاق ؛ وصححه ابن حبان والحاكم ؛ قال: ويعارضه عموم قوله في حديث جابر : "وجعلت لي الأرض طيبة وطهورا ومسجدا" ؛ متفق عليه؛ وفي حديث أبي أمامة : "وجعلت لي الأرض كلها مسجدا" ؛ أهـ؛ وقال ابن تيمية : أسانيده جيدة؛ ومن تكلم فيه ما استوفى طرقه.




الخدمات العلمية