الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
صفحة جزء
3154 - "بعثت مرحمة؛ وملحمة؛ ولم أبعث تاجرا؛ ولا زارعا ؛ ألا وإن شرار الأمة التجار والزارعون؛ إلا من شح على دينه"؛ (حل)؛ عن ابن عباس ؛ (ض) .

التالي السابق


( بعثت مرحمة) ؛ للعالمين؛ (وملحمة ) ؛ يعني: بالقتال؛ قال في الفردوس: "الملحمة": المقتلة؛ (ولم أبعث تاجرا) ؛ أي: أحترف بالتجارة؛ (ولا زارعا) ؛ وفي رواية: "ولا زراعا"؛ صيغة مبالغة؛ (ألا) ؛ حرف تنبيه؛ كما سبق؛ ( وإن شرار الأمة) ؛ أي: من شرارهم؛ (التجار والزارعون؛ إلا من شح على دينه ) ؛ أي: أمسك عليه؛ ولم يفرط في شيء من أحكامه؛ بإهمال رعايته؛ قيل: أراد تجار الخمر؛ وقيل: أعم؛ والمراد: من ينفق سلعته بالأيمان الكاذبة؛ أو لا يتوقى الربا؛ ونحو ذلك؛ وعلى نقيضه يحمل مدحه للتجارة في عدة أخبار.

(حل) ؛ عن عبد الله بن محمد ؛ عن صالح الوراق ؛ عن عمرو بن سعيد الحمال ؛ عن الحسين بن حفص ؛ عن سفيان ؛ عن أبي موسى اليماني ؛ عن وهب ؛ (عن ابن عباس ) ؛ ورواه ابن عدي أيضا من طريق آخر؛ فحكاه عنه ابن الجوزي ؛ ثم حكم بوضعه؛ فتعقبه المؤلف بوروده من طريق أخرى؛ وهي طريق أبي نعيم هذا؛ وبأن الدارقطني خرجه في الأفراد من طريق ثالث؛ فينجبر.




الخدمات العلمية