الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
صفحة جزء
3188 - "بئس مطية الرجل (زعموا)" ؛ (حم د)؛ عن حذيفة ؛ (ض) .

التالي السابق


(بئس مطية الرجل) ؛ أي: بعيره؛ "فعيلة"؛ بمعنى "مفعولة"؛ (زعموا) ؛ يعني: كلمة "زعموا"؛ أراد به النهي عن التكلم بكلام يسمعه من غيره ولا يعلم صحته ؛ أو عن اختراع القول بإسناده إلى من لا يعرف؛ فيقول: "زعموا أنه قد كان كذا؛ وكذا"؛ فيتخذ قوله: "زعموا"؛ مطية؛ يقطع بها أودية الإسهاب؛ وقيل: سماه "مطية"؛ لأنه يتوصل بها للمقصود؛ من إثبات شيء في المشيئة؛ كما أنه يتوصل إلى موضع بواسطة المطية؛ وأكثر ما ورد في القرآن فهو في معرض الذم؛ وإنما صح الإسناد إليه؛ والفعل لا يسند إليه؛ لأن المراد منه هو المعنى؛ دون اللفظ؛ قال الخطابي : وأصل هذا أن الرجل إذا أراد الظفر بحاجة؛ والسير لبلد؛ ركب مطية؛ وسار؛ فشبه المصطفى - صلى الله عليه وسلم - ما يقدم الرجل أمام كلامه؛ ويتوصل به لحاجته؛ من قولهم: "زعموا"؛ بالمطية؛ وإنما يقال: "زعموا"؛ في حديث لا سند له؛ ولا يثبت؛ فذم المصطفى - صلى الله عليه وسلم - من الحديث ما هذا سبيله؛ وأمر بالتوثق فيما يحكى؛ والتثبت فيه؛ لا يرويه حتى يجده معزوا إلى ثبت.

(حم د) ؛ في الأدب؛ (عن حذيفة ) ؛ قال الذهبي في المهذب: فيه إرسال؛ وقال ابن عساكر في الأطراف: حديث منقطع؛ لأنه من رواية عبد الله بن زيد الجرمي ؛ عن حذيفة ؛ وهو لم يسمع منه.




الخدمات العلمية