3198 - ؛ والإثم ما لم تسكن إليه النفس؛ ولم يطمئن إليه القلب؛ وإن أفتاك المفتون"؛ "البر ما سكنت إليه النفس؛ واطمأن إليه القلب (حم)؛ عن ؛ (ح) . أبي ثعلبة
جَمَالِيَّةٌ تَكْتَفِي بِالرِّدَافِ ... إِذَا كَذَّبَ الْآثِمَاتُ الْهَجِيرَا
nindex.php?page=treesubj&link=30522 ( وَالْإِثْمُ مَا لَمْ تَسْكُنْ إِلَيْهِ النَّفْسُ؛ وَلَمْ يَطْمَئِنَّ لَهُ الْقَلْبُ ) ؛ لِأَنَّهُ - سُبْحَانَهُ - فَطَرَ عِبَادَهُ عَلَى الْمَيْلِ إِلَى الْحَقِّ؛ وَالسُّكُونِ إِلَيْهِ؛ وَرَكَّزَ فِي طَبْعِهِمْ حُبَّهُ؛ (وَإِنْ أَفْتَاكَ الْمُفْتُونُ) ؛ أَيْ: جَعَلُوا لَكَ رُخْصَةً؛ وَذَلِكَ لِأَنَّ عَلَى قَلْبِ الْمُؤْمِنِ نُورًا يَتَّقِدُ؛ فَإِذَا وَرَدَ عَلَيْهِ الْحَقُّ؛ الْتَقَى هُوَ وَنُورُ الْقَلْبِ؛ فَامْتَزَجَا؛ وَائْتَلَفَا؛ فَاطْمَأَنَّ الْقَلْبُ؛ وَهَشَّ؛ وَإِذَا وَرَدَ عَلَيْهِ الْبَاطِلُ؛ نَفَرَ نُورُ الْقَلْبِ؛ وَلَمْ يُمَازِجْهُ؛ فَاضْطَرَبَ الْقَلْبُ؛ وَإِنَّمَا ذَكَرَ طُمَأْنِينَةَ النَّفْسِ مَعَ الْقَلْبِ؛ إِيذَانًا بِأَنَّ الْكَلَامَ فِي نُفُوسٍ مَاتَتْ مِنْهَا الشَّهَوَاتُ؛ وَزَالَتْ عَنْهَا حُجُبُ الظُّلُمَاتِ؛ فَالنَّفْسُ الْمُرْتَكِبَةُ فِي الْكُدُورَاتِ الْمَحْفُوفَةِ بِحُجُبِ اللَّذَّاتِ؛ تَطْمَئِنُّ إِلَى الْإِثْمِ وَالْجَهْلِ؛ وَتَسْكُنُ إِلَيْهِ؛ وَيَسْتَغْرِقُهَا الشَّرُّ وَالْبَاطِلُ؛ فَأَعْلَمَ بِالْجَمْعِ بَيْنَهُمَا أَنَّ الْكَلَامَ فِي نَفْسٍ رَضِيَتْ وَتَمَرَّنَتْ حَتَّى تَجَلَّتْ بِأَنْوَارِ الْيَقِينِ؛ قَالَ بَعْضُ الصُّوفِيَّةِ: وَإِنَّمَا اشْتَبَهَ عَلَى عُلَمَاءِ الظَّاهِرِ الْحَلَالُ؛ بِالْحَرَامِ؛ أَحْيَانًا؛ لِأَنَّهُمْ أَفْسَدُوا الشَّاهِدَ الَّذِي فِي قُلُوبِهِمْ؛ كَمَا أَفْسَدُوا عُقُولَهُمْ بِحُبِّ الدُّنْيَا؛ فَدَنَّسُوهَا؛ وَأَفْسَدُوا إِيمَانَهُمْ بِالطَّمَعِ؛ فَأَسْقَمُوهُ؛ وَأَفْسَدُوا جَوَارِحَهُمْ بِالسُّحْتِ؛ فَلَطَّخُوهَا؛ وَأَفْسَدُوا طَرِيقَهُمْ إِلَى اللَّهِ؛ فَسَدُّوهَا؛ فَلَيْسَ لِأَهْلِ التَّخْلِيطِ مِنْ هَذِهِ الْعَلَامَاتِ شَيْءٌ؛ لِأَنَّ الْحَقَّ الْأَعْظَمَ الَّذِي تَشَعَّبَتْ مِنْهُ الْحُقُوقُ؛ لَا يَسْكُنُ إِلَّا فِي قَلْبٍ طَاهِرٍ؛ وَكَذَا الْحِكْمَةُ وَالْيَقِينُ.جمالية تكتفي بالرداف ... إذا كذب الآثمات الهجيرا
nindex.php?page=treesubj&link=30522 ( والإثم ما لم تسكن إليه النفس؛ ولم يطمئن له القلب ) ؛ لأنه - سبحانه - فطر عباده على الميل إلى الحق؛ والسكون إليه؛ وركز في طبعهم حبه؛ (وإن أفتاك المفتون) ؛ أي: جعلوا لك رخصة؛ وذلك لأن على قلب المؤمن نورا يتقد؛ فإذا ورد عليه الحق؛ التقى هو ونور القلب؛ فامتزجا؛ وائتلفا؛ فاطمأن القلب؛ وهش؛ وإذا ورد عليه الباطل؛ نفر نور القلب؛ ولم يمازجه؛ فاضطرب القلب؛ وإنما ذكر طمأنينة النفس مع القلب؛ إيذانا بأن الكلام في نفوس ماتت منها الشهوات؛ وزالت عنها حجب الظلمات؛ فالنفس المرتكبة في الكدورات المحفوفة بحجب اللذات؛ تطمئن إلى الإثم والجهل؛ وتسكن إليه؛ ويستغرقها الشر والباطل؛ فأعلم بالجمع بينهما أن الكلام في نفس رضيت وتمرنت حتى تجلت بأنوار اليقين؛ قال بعض الصوفية: وإنما اشتبه على علماء الظاهر الحلال؛ بالحرام؛ أحيانا؛ لأنهم أفسدوا الشاهد الذي في قلوبهم؛ كما أفسدوا عقولهم بحب الدنيا؛ فدنسوها؛ وأفسدوا إيمانهم بالطمع؛ فأسقموه؛ وأفسدوا جوارحهم بالسحت؛ فلطخوها؛ وأفسدوا طريقهم إلى الله؛ فسدوها؛ فليس لأهل التخليط من هذه العلامات شيء؛ لأن الحق الأعظم الذي تشعبت منه الحقوق؛ لا يسكن إلا في قلب طاهر؛ وكذا الحكمة واليقين.