3199 - ؛ "البر لا يبلى؛ والذنب لا ينسى؛ والديان لا يموت؛ اعمل ما شئت؛ كما تدين؛ تدان" (عب)؛ عن ؛ مرسلا؛ (ح) . أبي قلابة
إِذَا لَمْ يُغَيِّرْ حَائِطٌ فِي وُقُوعِهِ ... فَلَيْسَ لَهُ بَعْدَ الْوُقُوعِ غُبَارُ
[ ص: 219 ] قَالَ ابْنُ الْقَيِّمِ : وَسُبْحَانَ اللَّهِ؛ مَا أَهْلَكَتْ هَذِهِ الْبَلِيَّةُ مِنَ الْخَلْقِ؟! وَكَمْ أَزَالَتْ مِنْ نِعْمَةٍ؟! وَكَمْ جَلَبَتْ مِنْ نِقْمَةٍ؟! وَمَا أَكْثَرَ الْمُفْتَرِينَ بِهَا مِنَ الْعُلَمَاءِ؛ فَضْلًا عَنِ الْجُهَّالِ؟! وَلَمْ يَعْلَمِ الْمُفْتَرِي أَنَّ الذَّنْبَ يَنْقَضُّ؛ وَلَوْ بَعْدَ حِينٍ؛ كَمَا يَنْقَضُّ السُّمُّ وَالْجُرْحُ الْمُنْدَمِلُ عَلَى دَغْلٍ؛ (وَالدَّيَّانُ لَا يَمُوتُ) ؛ فِيهِ جَوَازُ nindex.php?page=treesubj&link=28723إِطْلَاقِ "الدَّيَّانُ"؛ عَلَى اللَّهِ - سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى -؛ لَوْ صَحَّ الْخَبَرُ؛ (اعْمَلْ مَا شِئْتَ) ؛ تَهْدِيدٌ شَدِيدٌ؛ وَفِي رِوَايَةٍ - بَدَلَهُ -: "فَكُنْ كَمَا شِئْتَ"؛ nindex.php?page=treesubj&link=30531 ( كَمَا تَدِينُ؛ تُدَانُ ) ؛ أَيْ: كَمَا تُجَازِي؛ تُجَازَى؛ يُقَالُ: "دِنْتُهُ بِمَا صَنَعَ"؛ أَيْ: جَزَيْتُهُ؛ ذَكَرَهُ nindex.php?page=showalam&ids=16138الدَّيْلَمِيُّ ؛ وَمِنْ مَوَاعِظِ الْحُكَمَاءِ: "عِبَادَ اللَّهِ؛ الْحَذَرَ الْحَذَرَ؛ فَوَاللَّهِ لَقَدْ سَتَرَ حَتَّى كَأَنَّهُ غَفَرَ؛ وَلَقَدْ أَمْهَلَ كَأَنَّهُ أَهْمَلَ".إذا لم يغير حائط في وقوعه ... فليس له بعد الوقوع غبار
[ ص: 219 ] قال ابن القيم : وسبحان الله؛ ما أهلكت هذه البلية من الخلق؟! وكم أزالت من نعمة؟! وكم جلبت من نقمة؟! وما أكثر المفترين بها من العلماء؛ فضلا عن الجهال؟! ولم يعلم المفتري أن الذنب ينقض؛ ولو بعد حين؛ كما ينقض السم والجرح المندمل على دغل؛ (والديان لا يموت) ؛ فيه جواز nindex.php?page=treesubj&link=28723إطلاق "الديان"؛ على الله - سبحانه وتعالى -؛ لو صح الخبر؛ (اعمل ما شئت) ؛ تهديد شديد؛ وفي رواية - بدله -: "فكن كما شئت"؛ nindex.php?page=treesubj&link=30531 ( كما تدين؛ تدان ) ؛ أي: كما تجازي؛ تجازى؛ يقال: "دنته بما صنع"؛ أي: جزيته؛ ذكره nindex.php?page=showalam&ids=16138الديلمي ؛ ومن مواعظ الحكماء: "عباد الله؛ الحذر الحذر؛ فوالله لقد ستر حتى كأنه غفر؛ ولقد أمهل كأنه أهمل".