الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
صفحة جزء
3303 - "تصدقوا؛ فسيأتي عليكم زمان يمشي الرجل بصدقته؛ فيقول الذي يأتيه بها: لو جئت بها بالأمس لقبلتها ؛ فأما الآن فلا حاجة لي فيها؛ فلا يجد من يقبلها"؛ (حم ق ن)؛ عن حارثة بن وهب .

التالي السابق


(تصدقوا؛ فسيأتي عليكم زمان) ؛ يستغني الناس فيه عن المال؛ لظهور الكنوز؛ وكثرة العدل؛ وقلة الناس؛ وقصر آمالهم؛ أول ظهور الأشراط؛ وكثرة الفتن ؛ بحيث (يمشي الرجل) ؛ الإنسان فيه؛ (بصدقته) ؛ يلتمس من يقبلها منه؛ (فيقول) ؛ الإنسان؛ (الذي يأتيه بها) ؛ يعني: الذي يريد المتصدق أن يعطيه الصدقة؛ (لو جئت بها) ؛ إلي؛ (بالأمس) ؛ حيث كنت محتاجا إليها؛ (لقبلتها) ؛ منك؛ (فأما الآن) ؛ وقد كثرت الأموال؛ اشتغلنا بأنفسنا؛ وإنما نقصد نجاة مهجنا؛ (فلا حاجة لي فيها) ؛ أي: في قبولها؛ فيرجع بها؛ (فلا يجد من يقبلها) ؛ منه؛ فكيفما كان؛ فهو من أشراط الساعة؛ وزعم أن ذلك وقع في زمن عمر بن عبد العزيز ؛ فليس من الأشراط؛ بعيد جدا؛ وفيه حث على الإسراع بالصدقة؛ وتهديد لمن أخرها عن مستحقها؛ ومطلوبها ؛ حتى استغنى؛ يعني: المستحق الفقير لا يخلص ذمة الغني المماطل.

(حم ق ت) ؛ في الزكاة؛ (عن حارثة ) ؛ بحاء مهملة؛ ومثلثة؛ ( ابن وهب ) ؛ الخزاعي ؛ صحابي نزل الكوفة ؛ وهو ربيب عمر بن الخطاب .




الخدمات العلمية