الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
صفحة جزء
3396 - "التثاؤب من الشيطان؛ فإذا تثاءب أحدكم؛ فليرده ما استطاع ؛ فإن أحدكم إذا قال: ها؛ ضحك منه الشيطان"؛ (ق)؛ عن أبي هريرة ؛ (صح) .

التالي السابق


( التثاؤب ) ؛ بمثناة فوقية؛ فمثلثة؛ فهمزة بعد مدة؛ أي: سببه؛ وهو كثرة الغذاء وثقل البدن؛ (من الشيطان) ؛ أي: ناشئ عن إبليس؛ لأنه ينشأ من الامتلاء؛ وثقل النفس؛ وكدورة الحواس؛ واسترخائها؛ ويميل بالبدن إلى الكسل؛ والنوم؛ فأضافه إليه؛ لأنه الداعي إلى إعطاء النفس حظها من الشهوة؛ وأراد به التحذير من السبب الذي يتولد منه؛ وهو التوسع في المطعم؛ والشبع؛ فيثقل البدن عن الطاعة؛ (فإذا تثاءب أحدكم) ؛ زاد الترمذي : "في الصلاة"؛ مع أنها غير قيد؛ لكن طلب الرد فيها آكد؛ (فليرده) ؛ أي: فليأخذ في أسباب رده؛ (ما استطاع) ؛ بأن يسد فمه؛ ما أمكن؛ لقبحه؛ وليس المراد أنه يملك رده؛ لأن الواقع لا يرد؛ (فإن أحدكم إذا قال: ها) ؛ مقصور؛ من غير همز؛ حكاية صوت التثاؤب؛ (ضحك منه الشيطان) ؛ فرحا بموافقة غرضه المذموم؛ فأضافه إليه كأنه يحبه؛ ويرتضيه؛ ويتوسل به إلى ما يبتغيه من الكسل عن الصلاة؛ والفتور عن العبادة؛ ولأنه إنما يغلب غالبا من الشره؛ وشدة الشبع؛ الذي هو من عمل الشيطان؛ والشيطان هو الداعي إلى إعطاء النفس حظها من الشهوة.

(ق؛ عن أبي هريرة ) - رضي الله عنه -؛ وفي الباب أبو سعيد .




الخدمات العلمية